samedi 29 décembre 2012

Face aux vétérans

S'il y a un domaine d'expression qui a remarquablement évolué ces derniers temps, c'est sans doute le dessin satirique (que ce soit caricatures ou bande dessinée). Cette évolution ne vient pas du vide, plusieurs des jeunes dessinateurs que tout le monde a célébré après le 14 janvier 2011, n'ont pas attendu cette date pour exprimer leurs critiques envers ce qui se passait en Tunisie. Que ce soit de manière ouverte, comme Z par exemple, ou de manière plus subtile, subtilité ramenant avec elle un lot de contrôle et de surveillance policière. Ce dont on est sûr, du moins, c'est l'absence -pour le moins- flagrante des "vieux" auparavant, sauf quand il s'agissait de redorer le blouson du système. D'ailleurs ils y vont fort pour redorer le blouson du système. N'importe quel système. Une longue période d'aliénation bovine fait que, même aprés le départ de Ben Ali, ils continuent à cogiter avec son vide. ça, le système, les vieux le connaissent. Ils l'ont fait, chacun de son côté. Que ce soit Ben Ali, Bourguiba, Ghannouchi ou même Oussama Darragi, ils continueront d'être le système, en imposant leurs échelles de valeur comme vérité absolue. Vous voulez des preuves?? Il suffit de lire le dernier "Hors Série" de La Presse, sur le dessin en Tunisie. Les jeunes en sont exclus, sinon raillés et moqués par ces vieux qui savent si bien ne rien faire de bien. Z, Flask, Willis From Tunis et tant d'autres (Bakou Nawwar par exemple) qu'on ne lira pas dans cet Hors Série sur le dessin de presse en Tunisie. Voici leur réponse, à laquelle j'aimerais bien ajouter ma signature :



Un hors série du journal « La Presse », paru le 3 décembre dernier, nous propose de retracer l’histoire du dessin en Tunisie sous le titre « Vive la Révolution ». 
Chouette ambition et sacré challenge pour le quotidien. 
Le propos n’est pas d’attaquer la Presse. L’ensemble des médias, avant le 14 janvier, était contraint de servir la soupe à la dictature. Il est clair qu’on pouvait la servir plus ou moins bien et que la compétence n’était pas la seule qualité requise pour exercer son métier. 
Mais depuis la Révolution, n’importe qui, ne connaissant pas un sujet, et a fortiori les journalistes et rédacteurs, peuvent aller faire quelques recherches pour être le plus sérieux et le plus complet possibles. A moins qu’on ne le veuille pas pour d’autres motivations moins avouables.
Il n’est pas question de distribuer les bons et les mauvais points ici. Mais le sérieux dans les choix de ce hors série laisse à désirer, à moins que cela soit un parti pris dont s’expliqueront peut être les auteurs.
Par exemple, on se réjouit de voir Plantu, amoureux de la Liberté d’Expression s’il en est, se prêter à une interview pour faire connaître l’association Cartooning for Peace. Pourtant l’intérêt du journal « la Presse » n’a pas été jusqu’à parler du travail de dessinateurs Tunisiens de Cartonning for Peace . Pourquoi ignorer et passer sous silence des personnes qui ont sorti des livres, exposés, donnés des conférences ou reçus des prix pour leur travail.
Ce hors-série s’affiche comme étant sans prétention et perfectible. On lui concède aisément notamment en ce qui concerne l’écriture de l’Histoire du dessin en Tunisie. Peut-être que cette révolution n’est pas encore arrivées dans la tête de tout le monde et que les « anciennes pratiques » perdurent encore. Pour combien de temps ? 
Une conclusion pourrait s’imposer : Ecrire « Vive la Révolution », c’est très différent de « Vivre la Révolution » mais cela permet, pour certains, de se refaire une virginité.

 "la nouvelle star academy"


jeudi 20 décembre 2012

في الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الثورة


عامان مرا ، و بعد
لازلت الأم الثكلى ، ثكلى ... لازال الجائع يمارس نشاطه اليومي : البحث بين الذهن و الأرض عما يذهب الجوع عن الذات و أحبابها ... صرخات أحباب الذات تقتلها، تفسد علاقات الود الأصلية بين غضب و صراخ و ندم
لازال الشهيد مجهول الهوية. لازال الشهيد ميتا في عيون الجميع : الدولة العليا ، و أولئك اللذين اعتنقوا دم الشهيد لحافا لحياتهم الجديدة. حتى أولئك الفنانين أو المناضلين ، لازالوا لا يرون فيه إلا الميت. لازال الشهيد لم يدرك أن الرصاصة اختطفته، مادامت الرصاصة، أمام محاكم العسكر، لم تنطلق رسميا. أتنطلق رصاصة دون أن يكون وراءها فاعل؟؟؟
عامان مرا، قد تغير السراق ألف مرة و مرة، لكن لم تفقد السرقة بهرجها و هيبتها و فحواها.
عامان مرا، و لازال ذاك الموظف الخادم، الآكل من قوتك و قوتي، و باسم السلاح اللذي اشتريناه بقوتك و قوتي، لازال ذلك الشرطي يعتبر نفسه أعلى منك و مني. لازال ذلك الجندي يعتبر نفسه سيدك و سيدي. لازالت تلك الجحافل تدافع عن قامعك و قامعي.
عامان مرا، و من كاذب بأمره، صرنا لمعشر من كاذبين آمرين متآمرين. و هؤلاء المعشر : نحن. كم هي قبيحة صورتنا أمام المرآة. كم هي جميلة آمالنا أمام المرآة. من حالة صمت مشترك، لحالة لغو مشترك. من حالة خوف ناعم، لحالة ريبة خشنة.عامان مرا. لازال الأزرڨ أقل من مواطن. لازالت الحڨرة حبيبة قلب التونسي الشريف. لازالت الكراهية نقطة الإشتراك الوطني. أحكم مسكها بن علي من فوق كما مسكها من قبله، و ترك مكانه لمن يتدرب على مسكها "من تالي". لازال الريف هو الريف. لازال المهمش هو المهمش، نفسه لا غيار و لا ريبة فيه. فقط صار البكاء على المساكين رياضة وطنية، توزع فيها الجوائز أيام الألعاب الأولمپية. لازالت المجاري تتحول أنهارا مع أول قطرة غيث، و إن كان كاذبا.
عامان مرا ، رحل بن علي عن قرطاج لكن ظله لازال يسكن باقي البلاد. رأينا فيه حدود بطشنا. و تلك حدودنا. يداه ظلتا تسيران كافة المرافق و الإدارات. لازال التونسي تحت رتبة المواطن، كلما تيسرت له ظروف اللعنة و مر واجلا إلى إدارة. لازال الساسة لا ينظرون للهائمين بين ثنايا البلاد، و لازال الهائمون لا ينظرون لأمور أيامهم. لازال العامل لا يأخذ ما يربحه قوته، و لا يعطي ما يضمن قوت غيره. لازال الملوك هم الملوك، و الغلمان هم الغلمان.
عامان مرا، و عامان كافيان للرضيع كي يفتح عينيه. يحاول الكلام و اقتداء خطوة للمشي. أيتها الثورة/الرضيع، آن لك الوقت أن تفتحي العينين، و تقتدي الخطى، خطاك.
عامان مرا. تريدون منا أن نحتفل؟؟؟ بماذا؟؟؟ أبذكرى موت قتلانا نحتفل؟؟؟

سادتي، نحن قوم لا نحتفل بذكرى سقوط شهدائنا على السماء. ننتظر عودة الحق القائم على الإبتسامة اللتي اختطفت غدرا. سادتي، ما يفصلنا دم. و الدم ليس هينا.

jeudi 4 octobre 2012

في خصوص الإيقافات الأخيرة بمنزل بوزيّان

في موجة الإيقافات الأخيرة بمنزل بوزيّان، تمّ إيقاف بعض القادة الميدانيّين للضّغط عليهم بغية وأد الإحتجاجات بمنزل بوزيّان، و ضمان حيادها عن احتجاجات سيدي بوزيد. حين لم يجدوا قبولا، أطلقوا "السّياسيّين" -بعد الإعتناء بهم قليلا- و تركوا بعض الشّباب رهائن ليزرعوا في ذهون النّاس أنّ هؤلاء يودون بأبنائهم إلى التّهلكة، و أصدروا بطاقات استدعاء لبقيّة القادة الميدانيّين المحلّيّين ، على خلفيّة طرد الوالي من منزل بوزيّان منذ شهر. في نفس الوقت ، انطلقت مفاوضات مع النّوّاب المضربين تضامنا، علّهم يقدرون على فرض هذه "الهدنة". أتوقّع أن يكون استدعاء باقي القياديّين المحلّيّين (بعضهم نستطيع وصفهم بالزّعماء المحلّيّين) للضّغط و التّفاوض معهم. و الطّلب واضح : تعهّد بعدم المساس بالمسؤولين الحكوميّين و الإحتجاج عليهم ، بعدم مواصلة الإحتجاجات و بعدم المشاركة في حراكات بوسط سيدي بوزيد. في المقابل ، هناك استعداد لعزل الوالي و تقديم المزيد من الوعود المرفوقة بابتسامات. 
أيّتها الحكومة : لن تؤتي أكلا هكذا. و لتكن بيننا كلمات واضحة : لن يهدأ لنا بال في منزل بوزيّان ، و غيرها من الأماكن اللّتي يصير بمقدورنا الإحتجاج عليها، مادمتم مواصلين في نهج استغباء العباد ، و مادامت الإرادة السّياسيّة تلفيقيّة، بعيدة عن مسائل العدالة الإجتماعيّة للجميع و المحاسبة الشّفّافة الصّارمة. منزل بوزيّان لم و لن تكون اسطبلا لأحد.

سيكون لي عودة في هذا الموضوع، بأكثر تفاصيل .

lundi 1 octobre 2012

بخصوص التّعاليق على قضيّة الإغتصاب

هي فكرة جوهريّة ، عندي مدّة نحبّ نبدا نكتب عليها ، بعد ما شبعت ملاحظة و نقاشات مع مختلف النّاس اللّي نعرفهم و بعض القراءات. الفكرة هاذي هي البحث عن الفروق اللّي تخلّي المثقّفين و السّياسيّين و جهابذة التّعليق و التّحليل ، ديما "يزلقو" في تحاليلهم ، تقولش عليهم في بعد رابع موازي للواقع ، الشّيّ اللّي يعمّق أزمة برشة ناس عندهم طاقة إيجابيّة و إرادة و قادرين يقدّمو بالبلاد. الملحوظة هاذي ماجاتش من فراغ، جات من احباط شخصي عشتو بعد فشل محاولتي الأولى في العمل الطّلاّبي عام 2003 ، رغم نجاح العمل الميداني مع الطّلبة. قعدت مدّة طويلة ندور و ننوّع في التّجارب بش نفهم شنيّة اللّي يخلّي السّاحة السّياسيّة و الثّقافيّة عايشة في بلاد بعيدة ع التّوانسة. لقيت اللّي فمّا "وعي جمعي" ، مرتبط بالمجتمع التّونسي و فئاتو. وعي يختلف و يتبدّل بتقسيمات المجتمع التّونسي لميكرو-مجتمعات مصغّرة (فءات، شرائح، طبقات، انتماءات ...)
مانيش بش نستعرض بالتّفصيل هوني ، لكن فمّا حالات التّباعد المذكور يبدا كبير بدرجة كبيرة. بش نحاول ساعات نبيّن مصدر الفروقات ، من غير ما نصعّبها برشة. التّحاليل المطروحة ، و بما أنّي مش بش نتأخّر برشة في الحجاج (الشّيّ اللّي نخلّيه لبلايص أكثر جدّيّة من "مدوّنة" ) ، تنجّمو تعتبروها في الوقت الحالي وجهات نظر شخصيّة. 


بالنّسبة لحكاية اغتصاب فتاة تونسيّة من طرف أعوان أمن،  فمّا برشة، لدواعي تنبيريّة أو سياسيّة أو ساعات متع مبدئيّة ، يقولو و يعاودو اللّي البوليس من قبل يغتصب، و ثمّا شكون يجبد عديد الأمثلة من حالات التّعذيب اللّي تسلّطت ع الإسلاميّين و ع اليساريّين و اللّي صارت فيها عديد حالات الإغتصاب، و مبعّد يلومو ع النّاس اللّي شانعة على حكاية الإغتصاب الأخيرة عملا بمقولة "كان جا فالح راو من بارح" و تبيان مؤشّرات نفاق طبقة/شريحة م المجتمع ، و تفسير الإستهجان السّائد على أنّو حاكمة فيه ردّ فعل بافلوفي على النّهضة. شخصيّا ، نعتبر هذا الرّأي ، خلافا لتحجّرو و انغلاقو، على الأقلّ منقوص. التّونسي العادي اللّي بمقدورو يوصل للمعلومة السّياسيّة من قبل (بارابول انترنات) و اللّي جزء كبير منهم قراب للبورجوازيّة انتماء أو بالمخالطة و الخدمة ، و جزء كبير منهم م الشّرائح الوسطى ، كان و لا يزال عندو موقف ضمني م السّياسيّين : تعذّبوا و قطّعوهم و كذا و ما أحلاهم و ما أسجعهم و اللّي تحبّ انتي ، أمّا هاذي ناس اختارت "الشّيّ هذاكة" ، و في عقليّة التّونسي مادامك اخترت "الشّيّ هاذاكة" مادامك عارف على شنيّة قادم ، و قابل و نورمال. بالنّسبة للتّونسي، صحيح ما يجيش و عيب و الكلّ ، أمّا يعتبرها تبعة و نتيجة لاختيار ( "بالكشي تحبّ البوليس يعرّضلك بالنّوّار" ) هذاكة علاش ما يعدّلش. أمّا المرّة هاذي ، مرا "لامبدا" من وسط الشّعب اغتصبوها البوليسيّة ، و المرا هاذي قرّرت أنّي ما تسكتش. هذاكة علاش شنعت ، لأنّو فمّا مينيموم متع تماهي. المرا هاذي "ما اختارتش حاجة توصّلها للإغتصاب". طحّانة الحكومة يعرفو اللّي لغادي مربط الفرس، هذاكة علاش ركّزو حديثهم الكلّ على أنّهم يورّيو أنّي "اختارت نوعا ما" ...
ينجّم يكون ماهوش "منطقي سياسيّا" ها الكلام، لكنّو مطابق للمنطق الشّعبي العام.



dimanche 26 août 2012

في الاستبلاه كمكوّن للخطاب السّياسي النّهضاوي ، عن مسودّة الدّستور ، مسودّة دستور 59 نموذجا

منذ أيام قليلة ، كانت مسودّة الدّستور حديث السّاعة على الصّفحات و في وسائل الإعلام. اختفت هذه الهوجة الآن ، كما تعوّدنا منذ 14 جانفي ، حيث صار الرّأي العام حديث النّشأة -و من ورائه السّاحة السّياسيّة المنشغلة مكوّناتها بالبحث عن أوفر السّبل لبرح شعبيّة ما في انتظار انتخابات ما و ربح جزء ما من سلطة ما- يحتكم إلى "البوز"* بصورة تسمح لأهم المواضيع ألا تدوم أكثر من يوم أو اثنين ، ليأتي البوز الموالي و يفتكّ مكانه ، و تمضي المواضيع المهمّة إلى غياهب النّسيان ، فجأة، كما أتت.
لن أطيل في الحديث عن مساوئ هذا التّمشّي ، أو أسبابه. لكن ، و في محاولة منّي لدرء مساوئ مثل هذا التّمشّي ، فقد قرّرت أن أعود فينة بعد فينة ، إلى مواضيع غاية في الأهمّيّة ، أحيانا بالبسط و الطّرح ، و أحيانا بالتّحليل و تارة أخرى بإبداء الرّأي.
في محاولة بسيطة لتفسير مدى أهمّيّة "مسودّة دستور" ، على عكس ما ادّعى السّيّد حبيب خذر في وسائل الإعلام ، محاولا التّقليل من أهمّيّة المسودّة و صرف الأنظار عنها ، مستعينا بصمت المعارضة الرّسميّة المشبوه.
صدرت هذه المسودّة يوم 9 جانفي 1957 ، أي قبل الإنقلاب على الباي، حين كانت تتّجه النّيّة لنظام "ملكي دستوري". و هذه أبرز الفصول المتعلّقة بالباي ، و اللّتي تمّ تغييرها لاحقا ، و هي مأخوذة من باب السّلطة التّنفيذيّة :

الفصل 76 : الملك رئيس الدّولة ، دينه الإسلام
الفصل 77 : يؤدّي الملك عند ولايته أمام مجلس الأمّة اليمين الآتية "أقسم بالله العظيم أن أحترم دستور البلاد و قانونها و أحافظ على استقلالها و سلامتها"
الفصل 78 : مقر الملك بعاصمة المملكة أو أحوازها يتنقل الملك داخل البلاد و خارجها بموافقة الحكومة
الفصل 79 : يتمتع الملك بالحصانة ولا يجوز محاكمته الا اذا اتهم بالخيانة العظمى من  طرف ثلثي أعضاء مجلس الأمة.
الفصل 80 : للملك حق العفو في الاحكام بالإعدام حسب التراتيب اللتي يضبطها القانون
الفصل 81 : الملك يعتمد الممثلين السياسيين للدولة في الخارج و يقبل اعتماد ممثلي الدول الأجنبيّة
الفصل 82 : يطلع الملك على سير المفاوضات مع الدول الأجنبية و يختم المعاهدات و يشهر الحرب و يبرم الصّلح بقرار من المجلس الوطني
الفصل 83 : يكلف الملك عضوا من بين أعضاء المجلس الوطني بتشكيل الحكومة و يصادق على توليته بعد احرازه على ثقة المجلس الوطني بالأغلبيّة.
الفصل 84 : يختم الملك النّصوص التّشريعيّة لتنشر بالرّائد الرّسمي في أجل لا يتجاوز الخمسة ايّام الموالية للمصادقة عليها من طرف المجلس الوطني ، والا فإن رئيس المجلس الوطني يتولى ذلك في امد لا يتجاوز العشرة أيام من الأجل نفسه، و يجب أن تكون جميع النصوص ممضاة من رئيس الحكومة و من الوزير المختص
الفصل 85 : الملك يترأس مهرجانات الأعياد الرسميّة و يمنح الأوسمة بطلب من رئيس الحكومة
الفصل 86 : عند تغيّب الملك فان رئيس المجلس الوطني ينوبه رئيس الحكومة

ما يمكن ملاحظته للوهلة الأولى في هذه الفصول هو تهرّب من اسداء صلاحيّات ، غير تلك التّشريفيّة ، للملك. عادة يقابل هذا الحصر في الصّلوحيّات ، في الأنظمة الملكيّة الدّستوريّة ، توكيل البرلمان بنفس الصّلوحيّات اللّتي تمّ انتزاعها . لكن النّيّة المبيّتة لمركزة السّلطات في يد جهاز واحد جعلت ما يرد من فصول أخرى أكثر وضوحا ، بخصوص ما ستؤول إليه حالة البلاد و الدّولة. ففي بقيّة فصول باب السّلطة التّنفيذيّة ، يتمّ افراد بقيّة الصّلوحيّات مباشرة لرئيس الحكومة (حبيب بورقيبة في ذلك الوقت) . و قد ورد في المسودّة :

الفصل 87 : رئيس الحكومة هو رئيس مجلس الوزراء
الفصل 88 : رئيس الحكومة يضبط سير السياسة العامة اللتي تتبعها الحكومة و هو اللذي يختار اعضاء حكومته و له تحويرها و هو المسؤول عن أعمال حكومته لدى المجلس الوطني
الفصل 89 : رئيس الحكومة يسهر على تنفيذ النصوص التشريعية و هو الذي يولي جميع الموظفين المدنيين و العسكريين حسب القانون
الفصل 90 : يتولى رئيس مجلس الوزراء شؤون الحكم طيلة المدّة اللتي انتخب لها المجلس الوطني و يساعده في ذلك وزراء يقع تعيينهم بمقتضى الفصل 88
الفصل 91 : تستقيل الحكومة اذا وافق مجلس النواب بالأغلبية المطلقة على طلب بسحب الثقة من الحكومة مقدم من خمس اعضاء المجلس على الأقل.
الفصل 92 : لرئيس مجلس الوزراء وحده ، و في كل وقت ان يطلب تجديد الثقة بوزارته من المجلس الوطني
الفصل 93 : يجري الاقتراع على الثقة بالحكومة او سحبها منها من طرف المجلس الوطني بعد يوم من طلب تجديد الثقة، يكون الاقتراع كتابيا باوراق حاملة اسماء المقترعين للإعلان بالنتيجة و تستقيل الوزارة انا رفض المجلس الوطني الثقة بها بالاغلبية المطلقة.
الفصل 94 : رئيس الدّولة و أعضاء الحكومة مسؤولون عما يرتكبونه من الجنح و الجنايات و خاصة الجناية العظمى اثناء اضطلاعهم بوظيفتهم.

إلى حدّ الآن ، نستطيع أن نستشفّ بوضوح معالم ما آلت إليه البلاد سياسيّا بعد ذلك : سلطات مركّزة بيد شخص/جهاز ، تارة اسمه رئيس الحكومة و طورا رئيس الدّولة (الفصل 94) ، ابهام و تداخل في مهام المجلس (مجلس نواب/مجلس وطني) اللّذي يلعب خصوصا دور "المرافق" أكثر منه دور الرّقيب ، و المكلّف عادة بالمصادقة على سياسات حدّدت خارج نطاقه.
بالمرور إلى باب السّلطة التّشريعيّة ، تصير الصّورة أكثر وضوحا. فقد كان من المقرّر بعث مجلسين ، أحدهما برلمان و الثّاني مجلس شورى. و هو ما تمّت العودة إليه بعد سنوات  ، في عهد زين العابدين بن علي. و هاته بعض الفصول الموضّحة :

الفصل 31 : يمارس الشّعب السّلطة التّشريعيّة  بواسطة مجلس نيابي يسمّى المجلس الوطني
الفصل 32 : ينتخب المجلس الوطني انتخابا عاما حرا مباشرا سريا على قاعدة التمثيل الترابي
الفصل 52 : للمجلس الوطني وحده حق سن القوانين بدون انابة الغير في ممارسة هذا الحق
الفصل 53 : للحكومة و لكل نائب بالمجلس الوطني حق عرض مشاريع القوانين
الفصل 56 : للمجلس الوطني حق تأليف لجان تحقيق في كل أمر و على الوزراء و جميع موظفي الدولة أن يقدموا كل ما تطلبه منهم من وثائق و بيانات.

حين صدور هذه المسودّة ، كانت النّيّة مبيّتة للتّخلّص من الباي. لكن الظّروف لم تكن قد نضجت بعد. فجاءت هذه المسودّة معبّرة عن هاته النّيّة. كما كان السّاسة مقتنعين (عن إرادة أو واقعيّة سياسيّة أو انتهازيّة أو تسليما) بأنّ لبورقيبة اليد العليا و أنّه يبحث عن احتكار موقع صاحب القرار. فكان ذلك حاضرا و مرئيا أيضا في المسودّة. كذلك التّداخل بين السّلطة التّشريعيّة و السّلطة التّنفيذيّة (الفصل 53) و الاحتكام للمحاصصة الحزبيّة اللّتي يمتلكها حزب الدّستور بصورة حصريّة. بعد التّخلّص من الباي ، تمّ افراغ منصب رئيس الحكومة من طابعه السّياسي ، و سحب بعض النّفوذ من المجلس الوطني و التّخلّي عن المجلس الثّاني (مجلس الشّورى) ، و كانت هذه الخطوات وفيّة للنّوايا السّياسيّة المعبّر عنها في المسودّة.

هذا المثال المستقى من التّاريخ المعاصر للبلاد دليل على مدى اعتماد السّاسة (النّهضة خصوصا هنا بوصفها صاحبة النفوذ و السّلطة) على استبلاه النّاس و استغبائهم. فالمسودّة ، و إن لم تكن سوى مسودّة كما قال الأستاذ ، هي عبارة عن رسم بالأشعّة للجسد المرتقب / المرغوب للبلاد في المستقبل.

للأسف لا يمكن في مقال كهذا استيفاء تحليل شامل و كامل ، و مقارنة كاملة لسيرورة المسودّة منذ 1957 ، لمحاولة استقراء ما يمكن أن تجود به المسودّة الحالية. في انتظار أن يهتمّ أحد المثقّفين أو الخبراء أو "المعارضين" الأجلاء بهذا الموضوع ، لما له من أهمّيّة.


* Buzz

dimanche 29 juillet 2012

في الڨمرڨ ...


مشيت للڨمرڨ ، شريت كارتا بو دينار اورانج ، انا نعمر، و دخل حريف.
ـ "السلام ، باكو كامال"
ـ" ب 4150"
ـ"علاه"
ـ"ما في بالكش ، زادو في الدخان؟"
ـ"شنوة ، رجعنا للزيادات؟؟؟"
ـ"ياخي ما سمعتش؟؟؟ ماهو عملو هاك المظاهرات في سيدي بوزيد، يحبو ع الخلاص و الزيادات ... و ماك تعرف، ما فماش فلوس، هام زادو في الدخان بش يخلطو يخلصوهم اسباس ، و في نهارين"
ـ"شنية ها الحالة، ياخي نورمال هاذم؟؟"
ـ"ريت خويا ؟؟؟ ها الهمال صدقو ارواحهم ، ما ينجموش يصبرو و يخممو في غيرهم ... شعب هوايش حاشاك"
نعمل كيما هكا ، رجعت للكونتوار بحذا مولا المحل و قتلو
ـ"خويا ، زوز باكوات كامال"
ـ"هيا تفضل ، 8300 فرنك"
خذيت الزوز باكوات و قلتلو 
ـ"اصبر علي ، ما فماش فلوس. تو نخلصك فيهم"
شنع في الراجل ، وليت لوحتلو الزوز باكوات و قتلو "انت ما خلطش صبرت على زوز باكوات دخان، و تحبهم يصبرو على شهاريهم شهرين و ثلاثة؟؟؟"

dimanche 15 juillet 2012

سكّان تونس الأصليّين ... تقديم


السّاعة ، قبل ما نبدا ، مانيش بش نكون من المتعلّطين. ما ننكرش فضل كاتب مصري (نختلف معاه في برشة اختيارات سياسيّة) اسمو بلال فضل. الكاتب هذا فيّقني اللّي معظم النّاس اللّي عايشين معانا ، ماهمش عايشين معانا. عندهم عالمهم ، رؤاهم ، و تفسيراتهم. أحنا ، لي تثقّفنا شويّة ولا "دزّينا" فيها تثقّفنا ، يسمّونا هوما "ناس نظاف". حتّى كي يبدا أصلنا منهم ، من غير ما نشلقو نخرجو عليهم ، و هوما بيدهم يحدّدو خطوط انفصالنا. في الحومة يحترمونا و غيرو ، و منهم اللّي م الصّغرة يعملو من عذابنا صنعة. احنا بحذاهم ، حتّى لو كان اقتصاديّا فقرا ، نتسمّاو بورجوازيّة صغرى. على خاطر ماعادش نغزرو للدّنيا كيما يغزرولها هوما. قيمهم تولّي "بهامة" ولا "شعبويّة"، جماليّاتهم "تقوعير" ، أخلاقهم "تجوبير". نشوفوهم في الشّارع ، رغم اللّي ندافعو عليهم في الكتيبة و في الشّوارع ، نخافو. ننّظرو على بعضنا في "ضرورة النّزول للشّارع" أما كي نهبطو ، نحبّو يجيو معانا "النّظاف". و النّظاف ضياف في البلاد. يهتمّو بالسّياسة (حتّى ببهامة و سطحيّة) ، يهتمّو بالثّقافة (حتّى لوكان مجرّد تهويمات و إسهال لغوي و تعبيري) ، يصنعو أمور الرّياضة و آراءهم ديما بالحجج. عندهم بلايصهم ، كي الرّخيصة كي الغالية. في العاصمة و في الولايات. النّظاف يحترموهم لخرين ، أمّا مش ديما يعطيوهم وذنيهم. لخرين ساعة ساعة يحقروهم ، كيما "النّظاف" يحقرو. و لخرين يتبّعو اختلافات "النّظاف" و يقسّمو رواحهم ، من غير معرفة كبيرة ، حسب عرك "الكبارات". و يتفاخرو و يتنابزو ، و ساعات منهم قطاعات يمارسو العنف الرّمزي و الفيزيائي ع "النّظاف". بلال فضل ، الكاتب المصري ، يسمّيهم "السّكّان الأصليّين" ، انديجان ، عايشين في بلاد ماهيش بلادهم ، ماهمش ممّنين برواحهم على خاطر ... ولا على بالهم.

"السّكّان الأصليّين" تختلف تسمياتهم حسب اختلاف الموقف الإيديولوجي و الإستحقاق السّياسي. مرّة اسمهم "الشّعب" ، مرّة "الجّماهير المجيدة الكادحة" ، و برشة مرّات "الرّعاع" ، "الرّاكاي" ، "البوزقلّيف" "القعار" ، "الجّهلوت" ... تلقاهم عبايا في مظاهرات الفاشستيّين ، و تلقاهم شويّة ، أمّا قلب كاسح كي تاكل بعضها في استحقاق اجتماعي. كلّهم يقلبو الفيستة ، على خاطر كسيبتهم فيستة وحدة و يحبّو يبانو "يكسبو" ، و يورّيو اللّي عندهم أكثر من فيستة . من موقف "خشمي و كرامتي ما تطيحش" تلقاه ينقّز لبوس يدين البوليس بش ما يهزّلوش النّصبة ولا ما يخطّيهش بعشرة لاف. عكسنا ، البخل و الكسل ما عندوش بلاصة في مخّو ، ديما يخدم و يكمبص ، و 90 في الميا م الأوقات يكعبرها ل"ساكن أصلي" كيفو.

شخصيّا ، نهار م النّهارات ، كي كنت مراهق ، عايش في "حومة الأرواح" في المروج 5 ، كنت "ساكن أصلي" ... رغم عفسات التّثوقيف اللّي نعملها ، و رغم اللّي كنت "جنجول" في القراية ،  كنت منهم قلبا و قالبا. هدفي في الدّنيا نطلع كيف علي شورّب، نحرق ، نورّق ، نعمل آفار ، نحلّ وجه واحد من "حيّ البشرى" ، عدوّة حومتنا. السّيّدة و قرّيش كانت أسامي تخلّي قلبي يرفرف ، و نشوف فيها "عدن" ... نكذب وسط اللّي يكذبو من اولاد الحومة بش نردّ روحي عشت الغادي و نألّف حكايات كيما غيري يألّفو. فجأة ، ما نعرفش كيفاش ، خرجت منها ، "جنّة السّكّان الأصليّين" .. أوّل ما عبّرت على فكر سياسي و غيرو ، "السّكّان الأصليّين" خرّجوني من وسطهم ، موش اقصاء ولا تطريد ، أمّا ترقية. من وقتها غابت عليّ قيمهم ... و رجعت ضربتني من أوّل و جديد.

مانيش بش نكذب على روحي ، رغم مرامدي و هات من هاك اللاّوي، أمّا انا بيدي انقطعت ، ماعادش قادر نرجع لمنظومتهم القيميّة.

فهمان "النّاس الأصليّين" و طرائقهم و رؤاهم و أفكارهم ، حسب رايي ، عامل محدّد. ينجّمو "نخب النّقب" يحكيو على بهامتهم للصّباح ، و على جهلهم و كذا. لكن هاذوما امّالي البلاد (ع القليلة عدديّا) ، فهمانهم واجب. و محبّتهم هي محبّة البلاد. هذاكة علاش ، بش نعود نقيّد حكاوي و وقائع "السّكّان الأصليّين" ، كيما يصيرو ، من غير زيادات ، كونشي في التّشابيه و المجاز. بالكشي كي نفهموهم ، نحلّولهم الباب بش يفهمونا.

dimanche 8 juillet 2012

Sachez vos droits , en cas d'agression policière



La loi en vigueur en Tunisie est insuffisante , incomplète et assez ambigue. Peut-être même que ce sont les notions de loi-même qui devraient être revisités. Mais entre temps il serait judicieux de connaître ce qu'en disent les textes toujours en vigueur. Je publie donc ceci à titre d'information , pour que tout citoyen sache ce que la loi des "exécutants supposés défenseurs de la loi" dit.

Code pénal tunisien promulgué en 1913 : 


Article 101.Est puni de cinq ans d'emprisonnement et de cent vingt dinars d'amende, tout fonctionnaire public ou assimilé qui, dans l'exercice ou à l'occasion de l'exercice de ses fonctions aura, sans motif légitime, usé ou fait user de violences envers les personnes.


Article 101 bis. Note - Est puni d'un emprisonnement de huit ans, le fonctionnaire ou assimilé qui soumet une personne à la torture et ce, dans l'exercice ou à l'occasion de l'exercice de ses fonctions.Le terme torture désigne tout acte par lequel une douleur ou des souffrances aiguës, physiques ou mentales, sont intentionnellement infligées à une personne aux fins notamment d'obtenir d'elles ou d'une tierce personne des renseignements ou des aveux, de la punir d'un acte qu'elle ou une tierce personne a commis ou est soupçonnée d'un acte qu'elle ou une tierce personne a commis ou est soupçonnée d'avoir commis, de l'intimider ou de faire pression sur elle ou d'intimider ou de faire pression sur une tierce personne, ou lorsque la douleur ou les souffrances aiguës sont infligées pour tout autre motif fondé sur une forme de discrimination quelle qu'elle soit.


Article 103.Note - Est puni de l'emprisonnement pendant 5 ans et d'une amende de 500 francs, le fonctionnaire public qui porte une atteinte illégitime à la liberté individuelle d'autrui ou qui exerce ou fait exercer des violences ou des mauvais traitements contre un accusé, un témoin, un expert, pour en obtenir des aveux ou des déclarations.S'il y a eu seulement menaces de violences ou de mauvais traitements, le maximum de la peine d'emprisonnement est réduit à 6 mois.Est puni de cinq ans d'emprisonnement et de cent vingt dinars d'amende, tout fonctionnaire public qui, sans motif légitime, aura porté atteinte à la liberté individuelle d'autrui ou usé ou fait user de violences ou de mauvais traitements envers un accusé, un témoin ou un expert, pour en obtenir des aveux ou déclarations.La peine est réduite à six mois d'emprisonnement s'il y a eu seulement menaces de violences ou de mauvais traitements.


Je tiens à remercier Shiran Abderrazzek pour m'avoir envoyé ce texte.

dimanche 1 juillet 2012

على ذكر موجة العنف البوليسي الأخيرة


فمّا شكون يقول أنّو البوليسيّة اللّي تسيّبو وسط البلاد نهار السّبت في اللّيل  فروخ صغار من الدّفعات الجّديدة ، و ما يعرفوش الخدمة مليح و مازالو ما تعوّدوش ع الإجراءات ... هذا يبانلي مؤشّر خطر أكثر منّو تبرير ، على خاطر إذا كان بعد الإدانة الواضحة للعنف البوليسي و ضرورة تغيير ميكانيزمات المؤسّسة البوليسيّة (على الأقلّ) اللّي تفاهمو فيها النّاس الكلّ ، الدّفعات متع اللّي دخلو للشّرطة بعد 14 جانفي ، يطلعو بالهمجيّة و الحيوانيّة هاذي ، فيا خيبة المسعى. هذا يولّي مؤشّر واضح على برشة حاجات :

- أوّلا ، فمّا غياب واضح و تام للإرادة السّياسيّة و الإداريّة اللاّزمة بش ع الأقلّ يبدا يتصلّح القطاع هذا . مادام اللّي تكوّنوا بعد 14 جانفي ، ما تكوّنوش على منطق احترام المواطن و خدمتو ، و على منطق احترام التّراتيب القانونيّة (اللّي من حقّنا كمواطنين نختلفو معاها و نعاركوها ، لكن طبيعة خدمة الشّرطي يخلّيه مجبور يحترمها) . مثلا ، في وضع عادي ، الشّرطي اللّي يشوف شرطي يعتدي على مواطن من واجبو يتصدّالو و يطبّق عليه التّراتيب و الإجراءات. اللّي ريناه نهار السّبت كان العكس تماما ، متع عصابة كيما متع أفلام الواستارن القدم اللّي تسيّبو في الهواء الطّلق.

- ثانيا ، المشكل ماهوش في الأعوان في ذات نفسهم ، بل في إيديولوجيا كاملة تسيّر عمل البوليسيّة ، تحطّهم م الدّخلة في موقع أعلى م المواطن ، و تقنعهم اللّي ها الموقع هذا هو حقّ مفروغ منه. صحيح مؤسّسة الشّرطة من مهامّها الأصيلة و الأصليّة الدّفاع عن السّلطة و استعمال مختلف درجات القمع (من فرض مراقبة حتّى للعنف الجسدي المقبولين عند المنظومة اللّيبراليّة ، حتّى للتّعذيب اللّي صار "رسميّا" مرفوض في الدّولة البورجوازيّة الحديثة) ، و كي العادة من حقّ المقاومين مقاومة هذا الوضع بالطّرق المناسبة حسب كلّ ظرفيّة. لكن المرور من الدّفاع على السّلطة إلى تشكيل سلطة مجتمعيّة قائمة الذّات هو م الأشياء اللّي هردت البلاد بين وقت بورقيبة و بن علي و حوّل تونس لدولة بوليسيّة ، و اتّفقو النّاس الكلّ - شكليّا على الأقلّ- على ضرورة تجاوز بوليسيّة الدّولة. و من الواضح اللّي هذا ، لا يزّي ما صارش ، بل و ما بدا فيه حدّ م اللّي مسك زمام السّلطة السّياسيّة ، و الأعظم بان بالكاشف أنّو مازال متواصل ، مادام الدّفعات الجّديدة متكوّنة على هاذي القناعات و مادام مازالت القوى السّياسيّة مطفّية الضّوّ. تطفية الضّوّ هاذي ، عند كافّة المراهنين على حيازة السّلطة ، جاية حسب رايي من طمع في الاستتباب على السّاحة السّياسيّة. عندك ماكينة ، اسمها الدّاخليّة ، قويّة و كاسحة قادرة تكبس البلاد ، في يدّها بنى السّلط المحلّيّة (عمد و معتمدين و ولاّة) و في يدّها سبق على السّلطة القضائيّة (الدّاخليّة هي اللّي تحكم في سير التّحقيقات و البحوثات و الأدلّة ... )، أيّ سياسي سلطويّ عندو مخطّطات تنفّذ بالطّبيعة ما يساعدوش كسر ها الماكينة في شكلها الحالي.

المشكل اللّي البلاد ما تنجّمش تقدّم مادام ها الجهاز مازال يشكّل سلطة ، و بالطّبيعة يولّي يفاوض بسلطتو مع السّلطة السّياسيّة و يكرّسهالها بالكرا لتنفيذ رؤاها على حساب مهامو الأساسيّة في خدمة المواطن. يقول القايل كيفاش. ساهلة ، مثلا في مواجهة الإضرابات و الحراك الإجتماعي ، الشّرطي مطالب أنّو ينفّذ قانون و إجراءات و تراتيب عاديّة ، من غير عنف و من غير قمع. كيف يبدا عاطي روحو للسّلطة السّياسيّة ، يولّي يتصرّف حسب الأجندا متع السّلطة السّياسيّة و يولّي فمّا اعتصام "حمص" و اعتصام "زبيب" (و الأمثلة عدّة ، اعتصام تطهير الإعلام ، غضّ النّظر عن تجاوزات الفرق القريبة من الفريق الحاكم ، مقابلها التّصرّف بوحشيّة مع التّحرّكات المناوئة لسلطة الحكم ، و عدم توفير الحماية اللاّزمة ...) 

اللّي نحكي عليه من قبيليكة هو ما كان يجب أن يكون "لو كان جات الدّنية دنية" ، ولو الدّولة محترمة ذاتها كدولة ، حسب قوانينها ، موش رأيي الشّخصي أو الفكري في الموضوع ، اللّي في السّياق هذا يبعد لبعيد. اللّي نشوفو أنّو هيكلة الدّولة القمعيّة، رغم تبلعيط السّياسيّن  ، مازالت هي نفسها ما تبدّل فيها شيّ ، فقط اتطوّرت و قاعدة تفرض في روحها على أرض الواقع. الإتّكاء على حجّة "أخطاء" و "أعمال معزولة" مالو إلاّ استهبال و استغفال ، خصوصا أنو اللي صار نهار السّبت مالو إلاّ حلقة من حلقات الممارسات البوليسيّة اليوميّة ، في باب دزيرة و في الرّفال و القلعة الكبر و دقاش و حيّ التّحرير و فريانة و مختلف مناطق البلاد. ها الممارسات منطلقة من قناعة و صلوحيّات عطاها صاحب القرار لمنفّذ القرار ، المسؤوليّة المباشرة عليها عند صاحب القرار و الشيّ اللّي يمثّلو صاحب القرار ، اللّي هو الدّولة. 

البوليس زيّ و أوامر قبل كل شي ، تبدلو وجوه الأحزاب ، لكن الشكل القمعي للدولة ما تبدّلش. الدّولة هي المسؤولة على طرائق تصرّف أعوانها.  الزّيّ متع البوليس على بدنو و في مخّو. تغيير هذا الزّيّ (بالمعنى المجازي) في يدّ الدّولة و القايمين عليها. أوقات المواجهة ، في الحراك الإحتجاجي (مظاهرة ، اعتصام ، تحرّك ...) مهاجمة الأعوان هو مهاجمة ممثّل الدّولة و القمع و السّلطة ، كيفها كيف مهاجمة مباني من برّة و رموز ، بصفتو ممثّل للشّيّ هذاكة . خارج وقت المواجهة المباشرة ، لازم الجهد يتصبّ في صاحب الزّيّ ، اللّي فصّلو ، اللّي عطا الأوامر و اللّي مستفيد منها. في الحالة هاذي مؤسّسة الشّرطة بيدها مالي إلاّ درع للدّولة التّونسيّة ، بشكلها اللّي تواصل ، و اللّي نحاربو فيه من قبل. هذاكة علاش قرّرنا أنا و زكريّا بوقيرّة نرفعو قضيّة ع الدّولة ، من شيرتي على كافّة القمع اللّي تعرّضتلو (ضرب ، إيقاف تعسّفي، سجن مخالف للقانون ، تدليس البحث، مخالفة التّراتيب أثناء المرور أمام قاضي التّحقيق). الهدف م القضيّة هاذي هو وضع الدّولة و خطابها السّياسي و القائمين على هذا الخطاب ، أمام تناقضاتهم في وسط منظومتهم نفسها ، و محاولة لفرض ولو خطوة صغيرة للعدل. لافيها ثقة بالقضاء التّونسي لا والو. و ندعو كلّ تونسي تعرّض ل"تجاوزات" أنّو يشكي بالدّولة. و إذا القضاء التّونسي عجز ، يولّي حديث آخر.

dimanche 17 juin 2012

عن فكرة تشريك الشّباب في الحراك السّياسي


لعلّ إحدى أبرز الانتقادات المتكرّرة للسّاحة السّياسيّة التّونسيّة الحاليّة ، منذ بعثرة الخارطة القديمة ، هو كونها لازالت ساحة عجائز. و هذا النّقد ، أو بالأحرى التّذمّر، ليس حكرا على تونس فقط ، بل نجده في مصر مثلا و في الدّول اللّتي تشهد حراكا احتجاجيا في كافّة أصقاع العالم. و من باب الشّعاراتيّة ، يحلو لنا أن نرفع دائما و نقول "ثورة شباب يحكمو باسمها الشّيّاب". لا يقدر أحد على إنكار هذا الواقع ، فحتّى مرور سليم عمامو عبر الحكومات الثّلاث الأولى كان مجرّد عمليّة إشهار إعلامي -حسب تقديري- ، بينما ظلّت قواعد الأحزاب التّقليديّة الشّبابيّة (بكافّة أطيافها) مجرّد ذراع تنفيذي ، و بروباغانديّ يصل حدّ التّقديس أحيانا للزّعماء القدامى. و هذا ما لاحظناه في مؤتمرات كافّة الأحزاب اللّتي تركت للشّباب فرصة الاندفاع النّقدي أحيانا ، و من ثمّ الإلتفاف القطيعي حول القيادات القديمة نفسها و دخول هؤلاء الشّباب كحطب في حسابات القوّة الدّاخليّة. هذا كمعاينة لواقع عشناه و يتواصل لحدّ الآن ، في كافّة ألوان الطّيف السّياسي التّقليدي.

الإشكال ، حسب رأيي ، يكمن أساسا في المنطق المختزن وسط الخطاب النّقدي المتذمّر في ذات نفسه. فأن تقول و تعيد أنّ السّياسيّين لم يعطوا للشّباب مكانه (و غير السّياسيّين من إعلاميّين و غيرهم من الأطراف المحيطة بعالم السّياسة ، و ردّ على السّاحة الثّقافيّة ، و السّاحة الفنّيّة و حتّى السّاحة المشيخيّة الدّينيّة و السّاحة الرّياضيّة) هو اعتراف بأحقّيّة هؤلاء "العجائز" و القدامى بإعطاء و منح مكان للشّباب ، و هو تكريس لسلطتهم الرّمزيّة. فهذا الخطاب يحمل في نفسه نقيض مطلبه الأساسي (التّشبيب) لينزلق إلى تبرير للأمر الواقع. كما لو أنّ الحلّ يكمن في أن يتنازل العجائز من تلقاء نفسهم و بالحسنى. بينما ننسى أنّنا إزاء شيء يعتبر مكوّنا أساسيّا في ثالوث الأهواء ألا وهو السّلطة (الثّالوث هو المال و السّلطة و الجنس). ليس من السّهل ، أو المنطقي أن يتنازل شخص ، أمضى الرّدح الكبير من عمره يجمع السّلطة الرّمزيّة. و لا يجب التّغاضي عن أنّ القناعة بامتلاك الرّؤية الصّائبة هو اللّذي جعل هؤلاء "القدامى" يستطيعون الثّبات في نضالهم و مراكمة السّلطة الرّمزيّة كلّ هذا الزّمن. و لا يجب التّغاضي كذلك عن قوّة حجّة "الخبرة" و "العمر" و "الإختصاص" في أيديولوجيا الحوكمة و السّياسة طوال القرنين الفارطين.

لن يهدي أحد مكانه ، أو ما يعتبره موقعه و مكانه و حقّه ، هكذا للشّباب فقط لأنّهم شباب. و من الطّبيعي أن يقاوم القدامى و أن يستميتوا في المقاومة للثّبات في أماكنهم ، هذا إن لم يكن لربح مواقع أوسع و أشمل. هذا ما يجب أن يستوعبه الشّباب الملتزم سياسيّا ، مهما كان نوع و درجة التزامه. قبول الشّباب الإلتصاق بالقدامى و المزايدة في الوفاء (كما نرى في ما يسمّى باليسار التّونسي مثلا) يحرمهم و يحرم البلاد من إبداع و تجديد في الفكر و العمل السّياسي هي في أمسّ الحاجة إليه. و حسب رأيي ، تقع مسؤوليّة مستقبل البلاد على وعي هذا الشّباب بما يجب عليه فعله لخير العباد. لابدّ الآن من شجاعة و رباطة جأش كي يفتكّ الشّباب ، دون تذمّر أو مسكنة أو تسوّل ، حقّه في تسيير اتّخاذ القرار. لابدّ أن يعيد الشّباب النّظر النّاقد إلى نفسه كي يعي حجمه الحقيقيّ و قوّته الحقيقيّة ، و يتجاوز خلافات الذّوات المنتفخة للزّعماء التّائهين اغترارا بزعاماتهم الضّيّقة. في كلمة : لابدّ للشّباب ألاّ ينتظر أحدا للمبادرة ، لا فقط بإجهار صوته ، بل و لأخذ زمام القرار السّياسيّ.

mercredi 13 juin 2012

يحبوني نسب عصمت ، نسب ال****


عصمت بن موسى صاحبي. ولد حومة شعبية ، نشبهو بعضنا في برشة حاجات. كل وين نتقابلو مقاتل متع ضحك. ايامات الكلام يكوي ، و الفعل يجيبو ربي عصمت كان حاضر و يعارك ، على حق الزوالي ، حقي و حقك ، على خاطر عصمت قبل كل شي زوالي. ما دخلش للفن متع الشقانص ، و ما صورش بش يتشقنص ، اختار الحيوط كتب عليها آمالو ، همومو ، هموم اولاد المروج و الكبا ، الي سقاو ها الي يسميوها بلاد بدمهم و عرقهم و ما ربحو منها كان الع*** ... ماهوش واحل في السلفيين ، كل اللي تاجرو باحلام الزوالي حطهم في السيبل متاعو. مركز لافايات يشهدلو بالطرايح الي كلاهم نهار 12 و 13 جانفي ، و بآخر توقيفه كي توقفنا مع بعضنا اكتوبر الي فات. شوارع تونس تشهدلو اللي كل مرّه البلاد تنادي ولادها يهبطلها يجري ، قصبه و 15 اوت و كل مظاهرة ... عصمت ما يعرف كان البومبة يصور بيها الناس و البلاد ، و بدنو في المظاهرات ، و ضحكه بين اولاد حومه. شاف البولحية نهار كامل يرغيو و يزبدو تقول موتور كرهبة بش يتطرشق ، صورهم كيما شافهم. الناس الكل دارت عليه. عادي ، شاب و ولد حومة ، لحمتو ساهلة. بين الي يبرر استهداف الفنانين ، و بين الي كركرو الجبن ولا تقول ملزوز بش يوضح الي اللوحة ما تعجبوش و خايبة و ما عندهاش قيمة فنية. اللوحة مخدومة مليح و فنيًّا أمورها مريڨلة. غير ما اسهلها تقتل الفنان الشاب ، تقدمو قربان على خاطر لحمتو ساهلة. خسارة ما جاش لقبو "فاني" ، و ما عندوش لوبي يدافع عليه و حاسبلو حساب ، في الدعم و وسائل الإعلام. انا ما ننجمش نقبل صاحبي ، عبد نعرفو مليح ، يتلوّح قربان هكاكا ، في بلاصة غيرو. زيد اللوحة اللي خدمها (و شراتها وزارة الثقافة قبل ما تقلب الفيستة ، كيما عمل وزيرها في اكتوبر و سيب حزبو التقدمي بش ينجم يضمن بلاصة مع الرابحين) عجبتني ع الاخر. مانيش مسيب صاحبي ، و اللي يمسو يمسني.

lundi 4 juin 2012

بيان إضراب جوع



ابتداء من الآن ، أعلن دخولي في إضراب جوع مفتوح مساندة للصّحفيّ و المناضل رمزي بالطّيبي بدرجة أولى ، و احتجاجا على الممارسات العسكريّة المتنافية مع الحرّيّة و العدالة كمطلبين أساسيّين للثّورة التّونسيّة.
سقط الشّهداء دفاعا عنّا و عن حقّهم/حقّنا في الحياة ، لذلك فإنّ العدالة و معاقبة القاتلين واجب على رقابنا جميعا. و هذه المحاسبة ، كاستحقاق إنساني ، واجب علينا جميعا. لابدّ أن يعلم الجميع أنّ المواطن التّونسيّ هو أعلى مرتبة في هذه البلاد ، و أنّ أمور هذه البلاد تساق من أجل مصلحة المواطن، و أنّ أيّ سلاح في هذه البلاد مدفوع ثمنه من قبل المواطن التّونسيّ لحماية المواطن التّونسيّ، و أنّ رفع هذا السّلاح لقتل المواطن هو أعلى طبقات الإجرام. أيّ رسالة نهديها لأجيالنا القادمة إن تركنا القتلة يمرحون في كنف الحرّيّة؟؟؟ أيّ أمل لوطن مبنيّ على الإنسان سيتبقّى لنا حين نترك القتلة في مناصبهم و نحميهم ، و نمنع التّاريخ من أن يكتب حروفه على أرض الحاضر أمام الجميع ، مفرّقا بوضوح درجات الإجرام و قوّة منع و تجريم قتل المواطنين بدم بارد؟؟؟
لم يسقط شهداؤنا تحت رصاص عدوّ خارجيّ ، بل سقط تحت أيدي من يدّعون انتماءهم لهذا البلد اللّذي نعيش فيه. و لابدّ أن يفهم الجميع أنّ الإنتماء لهذا الوطن ، شرف يتطلّب احترام المواطن و إجلاله حقّ قدره. لابدّ على العساكر ألاّ يفهموا خطأ الهدنة اللّتي أعطيناهم ، و تسامحنا عن تخاذلهم عن آداء واجبهم المنوط بهم. لا بدّ للعساكر أن ينعوا أنّ جزءا كبيرا منّا لم و لن ينسى كيف توجّه سلاحه ضدّ المواطن التّونسي في الخميس الأسود 28 جانفي 1978 ، و في الرّديّف سنة 2008 ، و في سيدي بوزيد و القصرين حين تخاذل -على الأقلّ- عن أداء دوره في حماية المواطنين (أرباب نعمته و مشغّليه) ، و بعد 14 جانفي حين استناط بدور مبهم.
إن لم تقدروا على محاسبة القتلة، فاتركوها لغيركم. و إن لم تدركوا أنّ زمن الوصاية ولّى بلا رجعة، فقد حان الوقت كي تدركوه.
من أجل كلّ هذا ، و أمام تعطّل فرص الحوار، أعلن دخولي في هذا الإضراب ، تضامنا مع رمزي بالطّيبي و حسام حجلاوي ، رفقة لينا بن مهنّي و أمين مطيراوي.
عاش التّونسيّ سيّد نفسه و مصيره.

lundi 14 mai 2012

عن الإستبلاه كمكوّن أساسي في الخطاب الحكومي : المحاسبة نموذجا


السّياسة أساسا كلام و فعل. فأمّا الكلام ، فهو الخطاب السّياسي و منه، مجموعة الحجج المقدّمة ، مجموعة المفاهيم و الألفاظ اللّتي يتمّ تركيزها في الوعي العام باستعمالها من قبل ممتهني الميدان السّياسي. أمّا الفعل وهو الممارسة السّياسيّة فمنه القرارات و التّراتيب و القوانين و الإحتجاج و تأطيره و الأحكام اللّتي يتمّ تنفيذها ، فيترسّخ الفعل كذلك في الوعي العام للمجموعة البشريّة المعنيّة. و تذكر الكتب الجميلة عن الفكر السّياسي ، المتّفق فيه على أهمّيّة و حتميّة تواجد "الدّولة" بمفهومها الحديث ، أنّ الممارسة السّياسيّة تفترض توافقا بين الفعل و الخطاب ، و تفترض وضوحا في الخطاب و درجة من النّزاهة و الوضوح المفهومي و التّكامل المنطقيّ ، على فرضيّة احتساب أفراد المجموعة البشريّة المعنيّة بالشّأن السّياسي (سواء كانوا مجموعة محلية ، شعبا ، مجموعة شعوب ، أو البشريّة جمعاء) كمواطنين لا كرعيّة أو رعاع. فمفهوم السّياسة الحديث مرتبط ارتباطا وثيقا بمفهوم المواطنة. هذا ما تفترضه طبعا جملة النّظريّات المنمّقة. غير أنّ الواقع غير ذلك ، على الأقلّ بالنّسبة للحالة التّونسيّة. لا يسمح لي المجال الآن (و لا الإهتمام) بتناول هذا الموضوع على صعيد أوسع و أشمل و أعمق ، لكن لن يعدم أحد من الأمثلة في كافّة دول العالم عن تباين الفعل و الخطاب من جهة ، و عن كثافة استبلاه من يفترض أن يكونوا مواطنين في الخطاب السّياسي ، الحكومي منه خصوصا. قد يعود هذا الوضع المتناقض إلى مفارقة فرضيّة أوّليّة تتواتر في الكتب المنمّقة . تقول هذه الفرضيّة أنّ وجود الأحزاب ، الغاية منها تنفيذ برامج و رؤى و ليست السّلطة -كحالة تتجاوز الإنسان- سوى طريق لتنفيذ ، بينما يدلّل الواقع على أنّ السّلطة غاية في نفسها و لنفسها ، و ما هذه البرامج المدّعاة سوى مطيّة أخرى من مطايا الخطاب السّياسي.
كنت قد بيّنت سابقا في هذا المقال   حالة من حالات التّلاعب بالخطاب السّياسي الحكومي. و رغم تغيّر عنوان القائمين على السّلطة ، فإنّ الإستبلاه نفسه لا يزال قائم الذّات من أجل نفس الغايات و في نفس السّياقات. فمنذ "اختفاء" بن علي من على الواجهة يوم 14 جانفي 2011 ، تمّ طرح مطالب معيّنة في إطار المسار الثّوري (و الإصلاحيّ كذلك) حظيت بعضها بدعم و شبه توافق شعبي . و لعلّ أبرز مطلب قدر على تسطير خطّ أحمر وطني ، مطلب المحاسبة ، سواء محاسبة القتلة أو النّاهبين و مستبيحي البلاد. قام الخطاب الحكومي آنذاك على طرح مغاير لطرح المحاسبة ، و هو طرح المصالحة من دون تصوّر لخطوط حمر أخلاقيّة ، و أمتعنا الوزير الأوّل السّابق الغنّوشي (ليس ذاك اللّذي رضي الله عنه، بل الآخر) و مريدوه بتنويعات على "نظافة اليد" ، و محدّد نظافة اليد من حينها محدّد ذاتي. فكمال مرجان تمّ تسويق نظافة يده رغم انخراطه التّبريري و السّياسي و التّنظيمي في منظومة القمع و الفساد ، و مروان مبروك كذلك "نظيف" رغم كونه أحد أبرز المنتفعين (لحد الآن) بوضع الفساد "الحاشياتي" (مشتق من "حاشية") و فساد المنظومة الماليّة التّفاضليّة المنحازة للمراكم أمواله ، و خرج علينا "النّظيف" أحمد فريعة ، و "النّظيف" هادي الجيلاني ، و "النّظيف" اسماعيل السّحباني ، و "النّظيف" المنصف لعجيمي. لم يتغيّر هذا الطّرح في عهد المأسوف عليه من أيتامه ب.ق.س ، لكن أمام احتشاد الرّأي العام ، خصوصا بعد تباطؤ عمل اللّجنة المكلّفة بتقصّي الحقائق (اللّتي أثبتت في تقريرها على قدرة شعريّة تظاهي جماليّات شعر الإنحطاط من مبتدع و محسن) ، و بعد تلكّؤ المحاكمات و صرخة الفزع اللّتي أطلقها المحامون (مجموعة ال 25 اللّتي قامت برفع قضايا الفساد أمام المحاكم ، بعد استقالة الدّولة التّونسيّة اللّتي تصارع كي تبقى و لا ترتضي أن تحاكم نفسها). حينها انطلقت التّحضيرات لمظاهرة 15 أوت المطالبة باستقلال القضاء ، إذ أنّ الخطاب الحكوميّ حينها وجد ضالّته في إطار اتّفاق غير معلن و وحدة موضوعيّة مع كافّة الأطياف السّياسيّة اللّتي كانت تحاول خوض معركة القضاء كمعركة مواقع. تكمن هذه الضّالّة في حجّة أقنعت الكثيرين لأسباب سياسيويّة ، و هي القول بأنّ الحكومة لا دخل لها في سيرورة المحاسبة ، فهي تدعم استقلال القضاء ، و القضاء هو المسؤول على المحاسبة. و لمّا كان القضاء (ولا زال) مرتعا لأبناء الإدارة/الدّولة (العمود الفقري للنّظام المتواصل) و بالتّالي يحمل من الأدران ما لا يجهله أحد ، فقد قبل الجميع -عدا بعض الإستثناءات من النّشطاء المستقلّين- بالحجّة.و هاهو سمير ديلو في ظهور تلفزي يوم 15 ماي 2012 يلجم صوت المحامي عمر الصّفراوي باستعمال نفس هذه الحجّة قائلا له : "لا ترمونا بالمحاسبة فهي من اختصاص القضاء، و لا دخل للحكومة بالقضاء فالحكومة تريد أن يظلّ القضاء مستقلاّ" .
 بادئ ذي بدء ، يستوجب هذا القول بعض التّوضيحات لاستبيان ما ينطويه من استبلاه مباشر للمواطن قولا/الرّعيّة فعلا. أيّام بن علي ، لم يكن هذا الأخير يكذب حين يتبجّح بدولة القانون و أنّه لا يوجد شيء في تونس اسمه "سجين سياسي" . فكلّ خصم سياسي قرّر النّظام وخزه أو ضربه على أياديه أو التّخلّص منه ، لا تلفّق له تهمة بقدر ما ينصب له فخّ إداري. فالملفّ اللّذي يصل إلى حضرة القاضي لا غبار عليه من ناحية إداريّة قانونيّة بحتة. بل الغبار يأتي من ما قبل القضاء ، في مرحلة تكوين الملفّ نفسه. و هذه المرحلة تكون مناصفة بين ممثّلين عن السّلطة التّنفيذيّة (شرطة) و نقط وصل السّلطة التّنفيذيّة بالسّلطة القضائيّة (وكيل الجمهوريّة ، قاضي التّحقيق). و كان القانون يعفس عليه في هذا الجزء. بطريقة أوضح : ملفّ متكامل تمّ تعميره و ملؤه ، تضعه بين يدي أنزه قاض ، لا يستطيع هذا الأخير أن يفعل لك شيئا و إن عرف من قرارة نفسه بما لا يدع مجالا للشّكّ أنّ داعي مثولك أمامه لا علاقة له إلاّ بآرائك أو بفساد النّظام ، بينما ملفّ ضعيف يفتقد للأسندة و الأدلّة ، تضعه بين يدي أفسد قاض ، لا يستطيع إدانتك به. و هذا كان إحدى مكامن قوّة بن علي في حربه على خصومه و سلاحا يستعمله في التّفاوض مع معارضيه بكافّة أشكالهم. و أحد أهمّ الأشخاص القائمين على الوصل كان قاضي التّحقيق زياد سويدان ، اللّذي اشتغل على كافّة ملفّات المساجين ، و اللّذي تمّ فصله غداة اختفاء بن علي، قبل أن يختفي بدوره و يفرّ إلى وجهة غير معلومة. و هذا طبعا من باب المصادفة. 
دون إغفال دور القضاء في المحاسبة و تأثير فساده ، يتبيّن لنا الدّور الهام و الجوهري اللّذي تضطلع به الحكومة ، ممثّلة في أداتها التّنفيذيّة بامتياز ألا وهي وزارة الدّاخليّة و الإدارات المعنيّة ، في المحاسبة. فمن دون إرادة سياسيّة للسّير بالمحاسبة في طريقها ، لن تكون هناك ملفّات و وثائق و أدلّة تسمح بمحاكمة المجرمين ، خصوصا أنّ الشّهادات وحدها قابلة للتّأويلات و التّضارب و الإتّفاقيّات المخفيّة. و لا أعتقد أنّ هذا الشّيء كان يخفى عن الغنّوشي و ب.ق.س و سمير ديلو. لكنّ اتّفاقهم الثّلاثة على نفس الخطاب يدلّل على مواصلة النّهج الإلتفافي بغية الحفاظ على نقاط قوّة المركز السّلطوي لمثال الدّولة في تونس  و من ثمّ السّيطرة عليه آنفا عبر الأجهزة الحزبيّة. و مواصلة في الإستبلاه ، تجد من يسرّب هنا و هناك أنباء عن انشقاقات و ضغوطات و تهديدات ، بينما تنبني الإدارة التّونسيّة على الإرادة السّياسيّة للماسك بزمامها. فإن توفّرت إرادة سياسيّة لسلوك المنهج الثّوري، كان للحكومة ذلك. و إن توفّرت إرادة سياسيّة لسلوك المنهج الإصلاحي ، كان للحكومة ذلك ، و إن توفّرت إرادة سياسيّة لسلوك المنهج الإنتهازيّ كما هو الحال الآن ، تظلّ المحاسبة تراوح مكانها ، يتملّص الجميع من مشؤوليّة ركودها ، في انتظار مرور الوقت اللّذي تعيد فيه قوى الإلتفاف تمركزها بالكامل.
و للحديث بقيّة ...

dimanche 13 mai 2012

"‫تقرير اللجنة الوطنية لاستقصاء الحقائق حول التجاوزات‬"

 "‫تقرير اللجنة الوطنية لاستقصاء الحقائق حول التجاوزات‬" ، نصيحة لوجه الله ، أبعد كافة الأدوات الحادة ، الأسلحة النارية ، كافة أنواع الحبال ، كافة أنواع المبيدات الحشرية ، من  حذوك قبل  الشروع في القراءة 

Here



lundi 7 mai 2012

في مصر المحروسة


( "يا ابني دي مصر بيترعشو منها الأمريكان والصهاينة وكل دول العالم ، عايزين خرابها " "بجاه ربي ؟؟" "اه والله" ... الطم ؟؟؟ نندبهم ؟؟؟ -حوار مع سائق مركبة على النيل - )


في مصر المحروسة
الرجال موتى ، تاكلهم كلاب 
منزوسة
عسكر وشرطة وحرامية 
والمزمر في مخو ساكنة سوسة 
يضحك كيف خوه يطيح كي ورقة الخريف
ملوحة مرمية
تحت الساقين معفوسة
"لأ يا باشا ، كدا الشغل هيبقى مية مية 
لما الجيش يمسك في خناقنا  
أصل البلد لازمها إيد من حديد "
"بس دول هيبهدلوكو 
 هيطلعو الكبدة من مناخركو
معاهم الظلم هيمشي ويزيد
و الدم يا حاج ، عمرو ما يبقى مية "
"لأ يا باشا ، ده الدم بقى عصير 
واحنا طول عمرنا مظلومين 
يعني دي هتيجي عليهم ؟؟
دول خابرين البلد من سنين 
والحكم والأمر دايماً بأيديهم
مش هتفرق معانا كثير "

في مصر المحروسة 
صاحب الشهيد 
يدلل على دم الشهيد 
في سوق العساكر
والفلول المدسوسة 


القاهرة ، 08 / 05 / 2012


mardi 10 avril 2012

بمناسبة عيد الشهداء

حوار حضرتلو البارح (9 آفريل) بين زوز رجال كبار ، في نهج المغرب ، قدام حانوت :

- وينو هاك الطفل منير ، ياخي ما جاش يخدم ليوم ؟؟

- لا ما جاش

- واش بيه ، لاباس ؟؟

- ماهو فيشتا إليوم

- بمناسبة اش فيشتا ؟؟

- هاو قلك عيد الشهداء

- أي لا محسوب ، ياخي جابو حق الجدد ، حتى يحتفلوا بالقدم ؟؟

- ريت بالله ريت ؟؟ والله كان قعدت فرانسا خير

- إرخيك يا راجل ، ياخي من وقتاش خرجت فرانسا وأمريكيا ؟؟


dimanche 1 avril 2012

- مجموعة كذبات بمناسبة غرة أفريل المجيد -


- القدس لنا

- ثورة الكرامة

- تونس بخير والأمن مستتب

- إسلامي معتدل

- شيوعي ديمقراطي

- ليبرالي إنساني

- رئيس الجمهورية التونسية

- اوفياء اوفياء لدماء الشهداء

- الشرطة في خدمة الشعب

- بن علي ماعادش في السلطة ، بن علي هرب

- من جد وجد ومن زرع حصد

- شعب واعي

- " ما كيفك حد ، بنت بلادي "

- اكتيفيا ينحي النفاخ

- الصادق شورو يفدلك

- أحمد نجيب شابي سياسي تونسي

- دولة القانون والمؤسسات

- الثورة مستمرة

- يا شهيد ارتاح ارتاح ، سنواصل الكفاح

- وزارة حقوق الإنسان

- نداء الوطن

- دستوري نظيف


mardi 13 mars 2012

إلى العظيمة، أم زهير اليحياوي (طلب اعتذار رسمي باسم الجميع)

بلاد ، و رزاها سجّان

بلاد ترتع فيها الغربان

بلاد فتفتولها صغارها

في ترابها

وديان ورا وديان

بلاد تبكي دم

سيد ارجالها قطّع عروق خدودو

بش يصوّرلها ضحكة في الفم ...

حبّتش الضّحكة تجي؟؟؟الوالدة ترمي بعيونهابسمات وسط اللّحي

على زنودها

تربّا اللّي قال "لا" لسيدي البيّ

"ولدي وخيّ

هزّ حمل الجبال عليكم

دمّو أمانة بين ايديكم

ما تخسروش ترابو

بعد ما دفنّنا اللّحم الحيّ"


lundi 27 février 2012

عن إسقاط النظام


لعل أحد أبرز الشعارات الثورية المطروحة في تونس ، منذ بداية الإنتفاضة الشعبية في 17 ديسمبر 2010 ، هو شعار "الشعب يريد إسقاط النظام " ، وإلي مازال لليوم يتكرر في الاحتجاجات المتواترة . إسقاط النظام تطرح كمطلب ومرحلة في مسار كامل ، نحبوه يكون ثوري . لكن ، المشكلة الكبيرة إلي الشعار تجاوز طابعو الفكري السياسي ، و ولا كي الفلكلور ، راكبة عليه برشة معاني. هذاكة علاش ، يظهرلي ، كلمة "إسقاط النظام" لازمها بعض التوضيحات والتفسيرات.

الساعة ، نبداو بتوضيح أشنية مقصود بكلمة "النظام". برشة ماشي في بالهم إلي النظام هو "الحكومة" ، بما انو في كل مرة تم طرح ها الشعار ، مشات معاها فرد وقت فكرة إسقاط حكومة بن علي ، بين 17 ديسمبر و-14 جانفي ، مبعد مشات معاها فرد وقت فكرة إسقاط حكومة الغنوشي في القصبة 1 و-2 ، على خاطر حكومة الغنوشي مواصلة للسلطة المباشرة الكاملة متع بن علي ، مبعد تكلس الشعار ، نظراً لعديد الاعتبارات ، منها حالة "التعب" إلي ضربت عديد القوى إلي ساهمت في المسار الثوري ، وإختيار الأحزاب الإنخراط في مسار حزبي إنتهازي (مهادنة السبسي ومعاه مختلف طبقات رجال الأعمال ، بتقسيماتهم الجغرافية والعائلية ، الإنخراط في الهيئة العليا للحكايات الفارغة ، اللعب ع الإنتخابات بمفهوم كلاسيكي تمثيلي يخول للسياسي الإستيلاء على جزء من سلطة قوية ببناها ) ... بعد القصبة 2 ، في كل مرة تسمح الأحزاب لقواعدها أني تلتحق بالاحتجاجات ، كيف يترفع شعار / مطلب "إسقاط النظام" ، يتم التلويح بسحب الثقة الأولية من حكومة السبسي ، الشي إلي افقد شوية الكلمة معناها ، وكيف ترفع الشعار بعد الإنتخابات ، عبيد اللون الجديد متع السلطة خرجوا يزبدو ويرغو : "وععع يحبوا ينحيو حكومة شرعية ، وععع يحبوا يدخلوا البلاد في حيط ، دعاة الفتنة" ...

الساعة ، النظام أكبر برشة من جرد حكومة. أكبر م السلطة نفسها ، لأني السلطة هي تمظهر للنظام. النظام هو الهيكلة إلي ماشي بيها المجتمع ، من بنية الإدارات وحتى هندستها المعمارية ، لطرائق العمل فيها ، لمنطق إختيار البنى التحتية (مثلاً جودة البوليس المكتف في المنزه 9 ، لا علاقة بالحالة المزرية متع البوليس المكتف في الصخيرة ) ، لتقنيات وطرق إتخاذ القرار المحلي ، لبنية التنظيم السياسي الصغير (عمد ومعتمدين وولاة وصلوحياتهم وطرق اختيارهم وكيفية إتخاذ القرارات وتنفيذها ) ، وتشمل بالخصوص لوجيك تقسيم الثروة ما بين الناس إلي عايشين في نفس المجال الجغرافي ، وعادات تقسيم وتوارث الثروات وما يجي معاها من سلط فعلية غير رسمية وغير معلنة ، تقسيم الثروات جغرافياً وطرق استغلالها ، على خاطر الثروات هي المقوم الأساسي الفعلي إلي يجيب السلطة ، وإستغلال هذه الثروات من قبل فئات على حساب فئات أخرى هو سبب وجود ما يسمى "دولة" والمنظومة متاعها. إلي عندو الفلوس ، ومصدر الفلوس هو إلي عندو القدرة انو يفرض أرائو ومصالحو .

في تونس ، ما عندناش ما يسمى ب-"الطبقة البورجوازية" بالحق ، وحتى المثال الليبرالي الإقتصادي قائم على خدمة مصالح إلي عندهم فلوس حقانية برا تونس ، والفئات المستغنية إلي عنا في معظمها ممثلة وتنوب بورجوازيين اجنبيين (فرنسيس ، سبنيور ، طلاين ، امريكان ، خليجيين ) والدولة عندها أكثر من 250 سنة قايمة على الجباية ، تنحي تاكس من عند الناس ، وتفضل دعم المستغني بطبيعتو. الحال توا يقول انو النظام برمتو مازال ما تبدل فيه شي. البنى والتقسيمات هي نفسها ، الحقرة ديمة خدامة. الحكومة ماهيش النظام ، ولو أني تدافع عليه بما أني منفذ وهي الضامن لمواصلة تواجد السلطة. النظام ينجم يطيح من غير ما طيح الحكومة ، لو هذي الأخيرة تقرر المساهمة في اطاحة النظام والتخلص م التمسكين والتمسيح للبراني كيف الكلب إلي يستنى في عظمة تمت مشمشتها بالكامل. حسب الخيارات الإقتصادية المطروحة من قبلها ، ما فما حتى مؤشر ولا دليل على إرادة تغيير فعلي. لا يكفي الإلتزام بالهوياتي ، لأنو للأسف الهوية -مهما كانت حكاية مزيانة- ما توكلش الخبز.

يقول القايل ، علاش إسقاط النظام شعار / برنامج ثوري ؟؟ رغم إلي حسب عديد المؤشرات ، تقولش عليه مجرد تجغجيغ ، وحاجة ما عندهاش معنى. الإجابة ساهلة ، يكفي العودة للتعريف الأولي للثورة : الثورة هي عملية تغيير جذري وراديكالي للبنى الإجتماعية والإقتصادية والسياسية (الثلاثة يمشيو مع بعضهم) تتماشى مع تغيير جذري للخطاب المجتمعي (إلي نسموه ثقافة) إلى الأمام نحو أكثر خير وطمأنينة للعموم ... تغيير جذري وراديكالي يمسح القديم ويبني الجديد المتقدم ، يحتمل عديد مستويات من العنف (رمزي أو مباشر .. وم المستحسن يقعد في الرمزي ) ... ها التغيير هذا يحتاج سقوط النظام برمته ، هذاكة علاش من أجل الثورة يجب إسقاط النظام ، وهو برنامج لا يلزم إلا المقتنع بضرورة الثورة (على خاطر فما توجه أخر هو التوجه الإصلاحي .. لكن هذا موضوع أخر) ...

إسقاط النظام مرحلة أولى من أجل إستكمال الثورة ... كونك تحس نفسك أقرب للحزب الفلاني ولا التوجه الفلاني ما يمنعكش أنك تتسائل : أماهو أهم ، الحزب أم الثورة ؟؟؟ ... بالنسبة لي ، الإجابة هي الثورة ...



lundi 20 février 2012

العصيان والمقاومة .. لا مفر ...

كل نهار يتعدى ، يزيد يأكد أن المقاومة و العصيان ولاو واجب ثوري و- وطني . قربت ساعة العودة إلى الشارع ، والمرة هذي بش تكون أصعب : ميليشيات وشرطة بين لابس وسيفيل. المعركة معركتنا وقادمين عليها ، أما من توا كل واحد يعرف روحو على شنية قادم. في الأول بش نكونو عشرات ويمكن بعض المئات نعاركو ونحتجو في كل ساحة ممكنة . ننجمو نتعرضو لجميع أشكال العنف القمعي : توقيفات وعنف بوليسي ، وموقعنا هو المواجهة المباشرة ، هذاكة علاش كل واحد يحاول يحمي روحو و- ما يسيبش روحو للبوليس ويكبش . من شيرة أخرى ، تنجم تجيك مظاهرة مضادة "عفوية" ، وهذا نوع جديد علينا ميدانياً لازم نحسبولو حسابو من توا. ها المظاهرات المضادة وما شابهها ، ميزتها إلي تنجم توصل مساج من عند أطراف سياسية ، تحب تدورها معركة شكون يشد البلاصة الرمزية الأقوى في مكان الإحتجاج كدليل على أحقيتو بالشارع. الطرف المقصود هو طبعاً النهضة كمستقر جديد على مقعد الدولة ، وإلي كممارس للسلطة ما يساعدوش يتفكلو الفضاء العام . أما التقاليد ما تسمحلوش انو يوري وجهو ، زيد صورة متظاهرين "عفويين" جاو وحدهم كشعب للدفاع عن الحكومة أقوى من صورة حزبيين يساندو في حزبهم . الناس هاذوما أخطر ما ينجم يهدد الحراك الإحتجاجي ويساهم في تشويه صورتو ،هذاكة علاش لازم الواحد يحسب حساب الميليشيات ، عدم مبادرتها العنف، لكن وقت إلي تلحم ، إلي ياكل حجرة ، من غير ما يتغبن ولا يحبس ، يواصل الإحتجاج ويعطي الميليشيا بالحجر والدبابز وكل ما أوتي إلى يديه قابل للرمي .

الرباية الزايدة ، وفا وقتها. برشة حاجات ذات طابع سياسوي مباشر ، ننجمو نتناقشو و- نختلفو فيها . لكن توا السلطة ، وفية التاريخ الدولة التونسية الحافل ، أهانت الشهداء وعائلاتهم ، والشهداء مزيتهم على تونس وعلى كل تونسي ، القصاص (عادل أم لا ) من حقهم وواجبنا . والدولة اهانتهم ... إذا كان إلي سقا البلاد بدمو حقو مش مضمون ، اش نقولو على حقي وحقك كمواطنين ... إشارات الإستهانة بالتوانسة تتكرر كل نهار : طالبات مهددات بالسجن من أجل الإحتجاج ، إيقاف صحفيين ، تغول بوليسي ، التمسح المهين على عتبات بلاط آل سعود وبلاط بهلول قطر ، تجريم وتحريم للإحتجاج العمالي وإحتجاج المهمشين ، وقود ها البلاد منذ قرون.

وقت بش ناخذو مصيرنا بيدينا ... وقت بش ناقفو مع الشهيد إلي وقف معانا ... وقت بش نعصيو الحاكم ونطيعو العدل ... وقت بش نعاركو من أجل بلاد قايمة ع العدل ، بلاد نعيشو فيها الكل مع بعضنا ...

العصيان والمقاومة يا نسا تونس الاحرار ورجالها الاحرار .. العركة مازالت ولازمها قلب حديد


بابا عزيزي وين ماشين ؟؟؟

- "بابا عزيزي وين ماشين ؟؟؟"

- " للعدالة انتقالية "

- "العدالة انتقالية ؟؟؟"

- " عندي 60 سنة ، ما نفصع ونسلكها كان من هنا ... اتفرج نهب ولا إرتشاء ، مصير الدوسي الإختفاء ... قتل ولا تعذيب ، دوسيك أبيض حليب "


من غير ما نطول ، ما عينيش بش نحكي ... أما يظهرلي واضح إلي يتمنيكو علينا ...

شكونهم ؟؟؟ "حزر ، فزر ، شغل مخك ، شوف مين فينا بيحكم مين " ...داخل لحكومة وخارج لحكومة ، بسياسييها ومناضليها ، صناع الدولة ، عشاق القمع ...

ما نطولش عليكم ، أما بالنسبة لي أنا ، نهار إلي حقي وحقك وحق الغير موش مضمونين ... العصيان يولي واجب معيشي ...


أنستو يا نسا ورجال هالبلاد ...

samedi 18 février 2012

شاقي باقي

شاقي باقي

و العرق هبط سواقي

غرّق ترابي بكلامي

ما حسب حسابو لسلامي

و الكلام يجيب كلام

يخيّط مسارب الاحلام

يطلع فوق الرّيح يجنّح

يخلّي حتّى الخاسر يربح

و الخاسر ما يخسر شيّ

و الرّابح ما يربح شيّ

و الزّوّالي ليه الله

كيف يجوع ، يشوف مولاه

و مولاه ما يحكي شيّ

لا ع الظّلم و لا ع البيّ

و لا ع العيشة اللّي استحالت

و لا ع القهرة اللي طوالت

تعرف كيفاش؟؟؟

عدّيلي قهوة صباحي

و خلّي نتكيّف مرتاح

لا شقيقة تطلع ، لا نواحي

النّاس لي ما تشوف جراحي

طول حياتها ... ما تسواش



vendredi 10 février 2012

وجيعة



تشويت ودايا في مكنوني

فجر عيوني

سيل دموع العين نارها قوية


تشويت ، حتى تقطع جاشي

خطف أنفاسي

ضيق المدفون وعينو حية


تشويت ، وعلى كل طرف جمرة تشعل

نار تتهز ، تلهب ، وتنزل

تحرق جلد اللحم ، طية بطية ...


تشويت ، نبكي دم عيني سكايب

ذليل وعايب

ماء في السواقي ما لقاش ثنية


حليت يدي ، بالتراب نلقاها

وسط عماها

شافت وعافت تطرشقت مرمية


ومشيت حافي ع التراب المعوج

نلاجي ونلوج

ع الروح إلي ما لقيتلها ثنية ...


تشويت ، وهاني هوني، ع الطريق ماشي

حالف مكتف ، ما نبراشي

حتى لو نخلي ساقي للمرض هدية


امشي وعدي

و كان جت الدموع ، قلها هدي

قد ما جريتي ، ما خلطتي علي


تشويت ، وقاعد حي

شماتة في ولد البي

و بنت البي

وروح البي

شماتة في ضعف الروح للألم

شماتة في العدم

شماتة في الكلام العربي الصعيب

شماتة في قباحة الغريب

شماتة فيك

وشماتة في

وشماتة في إلي مخبي السبعة الحية

وشماتة في إلي مخبي وجهو

وشماتة في إلي معلي سفهو

بالبوق فوق الحيوط

وشماتة في الحيوط

عديت عمري نضرب في الحيوط

عديت عمري داخل في الحيوط

ومازلت نضرب ، مازلت داخل

ومازال فوق القلب زلازل

ومازال الفم يبزق الكلام الساهل

والفعل الراحل

"ولدي ، عيش راجل

موت راجل "

وشماتة في الوصية

وفي إلي نسا ، العمر موش هدية

وشماتة في إلي غدر

وشماتة في إلي حقر

ناكل الجمرة ، نحطها على لساني

هات اللحم نقشرو ونزرعو ع الثاني

نبني عليه طاق نوشم عليه أحزاني

تطلع عروقي للسما

تزرع في الغيوم م الضحك سواني

وشماتة في إلي ما خلا في شي

هاني واقف لهنا

وبش نقعد حي ...

-10 أفريل 2012 ، بين السما والأرض -