السّاعة ، قبل ما نبدا ، مانيش بش نكون من المتعلّطين. ما ننكرش فضل كاتب مصري (نختلف معاه في برشة اختيارات سياسيّة) اسمو بلال فضل. الكاتب هذا فيّقني اللّي معظم النّاس اللّي عايشين معانا ، ماهمش عايشين معانا. عندهم عالمهم ، رؤاهم ، و تفسيراتهم. أحنا ، لي تثقّفنا شويّة ولا "دزّينا" فيها تثقّفنا ، يسمّونا هوما "ناس نظاف". حتّى كي يبدا أصلنا منهم ، من غير ما نشلقو نخرجو عليهم ، و هوما بيدهم يحدّدو خطوط انفصالنا. في الحومة يحترمونا و غيرو ، و منهم اللّي م الصّغرة يعملو من عذابنا صنعة. احنا بحذاهم ، حتّى لو كان اقتصاديّا فقرا ، نتسمّاو بورجوازيّة صغرى. على خاطر ماعادش نغزرو للدّنيا كيما يغزرولها هوما. قيمهم تولّي "بهامة" ولا "شعبويّة"، جماليّاتهم "تقوعير" ، أخلاقهم "تجوبير". نشوفوهم في الشّارع ، رغم اللّي ندافعو عليهم في الكتيبة و في الشّوارع ، نخافو. ننّظرو على بعضنا في "ضرورة النّزول للشّارع" أما كي نهبطو ، نحبّو يجيو معانا "النّظاف". و النّظاف ضياف في البلاد. يهتمّو بالسّياسة (حتّى ببهامة و سطحيّة) ، يهتمّو بالثّقافة (حتّى لوكان مجرّد تهويمات و إسهال لغوي و تعبيري) ، يصنعو أمور الرّياضة و آراءهم ديما بالحجج. عندهم بلايصهم ، كي الرّخيصة كي الغالية. في العاصمة و في الولايات. النّظاف يحترموهم لخرين ، أمّا مش ديما يعطيوهم وذنيهم. لخرين ساعة ساعة يحقروهم ، كيما "النّظاف" يحقرو. و لخرين يتبّعو اختلافات "النّظاف" و يقسّمو رواحهم ، من غير معرفة كبيرة ، حسب عرك "الكبارات". و يتفاخرو و يتنابزو ، و ساعات منهم قطاعات يمارسو العنف الرّمزي و الفيزيائي ع "النّظاف". بلال فضل ، الكاتب المصري ، يسمّيهم "السّكّان الأصليّين" ، انديجان ، عايشين في بلاد ماهيش بلادهم ، ماهمش ممّنين برواحهم على خاطر ... ولا على بالهم.
"السّكّان الأصليّين" تختلف تسمياتهم حسب اختلاف الموقف الإيديولوجي و الإستحقاق السّياسي. مرّة اسمهم "الشّعب" ، مرّة "الجّماهير المجيدة الكادحة" ، و برشة مرّات "الرّعاع" ، "الرّاكاي" ، "البوزقلّيف" "القعار" ، "الجّهلوت" ... تلقاهم عبايا في مظاهرات الفاشستيّين ، و تلقاهم شويّة ، أمّا قلب كاسح كي تاكل بعضها في استحقاق اجتماعي. كلّهم يقلبو الفيستة ، على خاطر كسيبتهم فيستة وحدة و يحبّو يبانو "يكسبو" ، و يورّيو اللّي عندهم أكثر من فيستة . من موقف "خشمي و كرامتي ما تطيحش" تلقاه ينقّز لبوس يدين البوليس بش ما يهزّلوش النّصبة ولا ما يخطّيهش بعشرة لاف. عكسنا ، البخل و الكسل ما عندوش بلاصة في مخّو ، ديما يخدم و يكمبص ، و 90 في الميا م الأوقات يكعبرها ل"ساكن أصلي" كيفو.
شخصيّا ، نهار م النّهارات ، كي كنت مراهق ، عايش في "حومة الأرواح" في المروج 5 ، كنت "ساكن أصلي" ... رغم عفسات التّثوقيف اللّي نعملها ، و رغم اللّي كنت "جنجول" في القراية ، كنت منهم قلبا و قالبا. هدفي في الدّنيا نطلع كيف علي شورّب، نحرق ، نورّق ، نعمل آفار ، نحلّ وجه واحد من "حيّ البشرى" ، عدوّة حومتنا. السّيّدة و قرّيش كانت أسامي تخلّي قلبي يرفرف ، و نشوف فيها "عدن" ... نكذب وسط اللّي يكذبو من اولاد الحومة بش نردّ روحي عشت الغادي و نألّف حكايات كيما غيري يألّفو. فجأة ، ما نعرفش كيفاش ، خرجت منها ، "جنّة السّكّان الأصليّين" .. أوّل ما عبّرت على فكر سياسي و غيرو ، "السّكّان الأصليّين" خرّجوني من وسطهم ، موش اقصاء ولا تطريد ، أمّا ترقية. من وقتها غابت عليّ قيمهم ... و رجعت ضربتني من أوّل و جديد.
مانيش بش نكذب على روحي ، رغم مرامدي و هات من هاك اللاّوي، أمّا انا بيدي انقطعت ، ماعادش قادر نرجع لمنظومتهم القيميّة.
فهمان "النّاس الأصليّين" و طرائقهم و رؤاهم و أفكارهم ، حسب رايي ، عامل محدّد. ينجّمو "نخب النّقب" يحكيو على بهامتهم للصّباح ، و على جهلهم و كذا. لكن هاذوما امّالي البلاد (ع القليلة عدديّا) ، فهمانهم واجب. و محبّتهم هي محبّة البلاد. هذاكة علاش ، بش نعود نقيّد حكاوي و وقائع "السّكّان الأصليّين" ، كيما يصيرو ، من غير زيادات ، كونشي في التّشابيه و المجاز. بالكشي كي نفهموهم ، نحلّولهم الباب بش يفهمونا.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire