ابتداء من الآن ، أعلن دخولي في إضراب جوع مفتوح مساندة للصّحفيّ و المناضل رمزي بالطّيبي بدرجة أولى ، و احتجاجا على الممارسات العسكريّة المتنافية مع الحرّيّة و العدالة كمطلبين أساسيّين للثّورة التّونسيّة.
سقط الشّهداء دفاعا عنّا و عن حقّهم/حقّنا في الحياة ، لذلك فإنّ العدالة و معاقبة القاتلين واجب على رقابنا جميعا. و هذه المحاسبة ، كاستحقاق إنساني ، واجب علينا جميعا. لابدّ أن يعلم الجميع أنّ المواطن التّونسيّ هو أعلى مرتبة في هذه البلاد ، و أنّ أمور هذه البلاد تساق من أجل مصلحة المواطن، و أنّ أيّ سلاح في هذه البلاد مدفوع ثمنه من قبل المواطن التّونسيّ لحماية المواطن التّونسيّ، و أنّ رفع هذا السّلاح لقتل المواطن هو أعلى طبقات الإجرام. أيّ رسالة نهديها لأجيالنا القادمة إن تركنا القتلة يمرحون في كنف الحرّيّة؟؟؟ أيّ أمل لوطن مبنيّ على الإنسان سيتبقّى لنا حين نترك القتلة في مناصبهم و نحميهم ، و نمنع التّاريخ من أن يكتب حروفه على أرض الحاضر أمام الجميع ، مفرّقا بوضوح درجات الإجرام و قوّة منع و تجريم قتل المواطنين بدم بارد؟؟؟
لم يسقط شهداؤنا تحت رصاص عدوّ خارجيّ ، بل سقط تحت أيدي من يدّعون انتماءهم لهذا البلد اللّذي نعيش فيه. و لابدّ أن يفهم الجميع أنّ الإنتماء لهذا الوطن ، شرف يتطلّب احترام المواطن و إجلاله حقّ قدره. لابدّ على العساكر ألاّ يفهموا خطأ الهدنة اللّتي أعطيناهم ، و تسامحنا عن تخاذلهم عن آداء واجبهم المنوط بهم. لا بدّ للعساكر أن ينعوا أنّ جزءا كبيرا منّا لم و لن ينسى كيف توجّه سلاحه ضدّ المواطن التّونسي في الخميس الأسود 28 جانفي 1978 ، و في الرّديّف سنة 2008 ، و في سيدي بوزيد و القصرين حين تخاذل -على الأقلّ- عن أداء دوره في حماية المواطنين (أرباب نعمته و مشغّليه) ، و بعد 14 جانفي حين استناط بدور مبهم.
إن لم تقدروا على محاسبة القتلة، فاتركوها لغيركم. و إن لم تدركوا أنّ زمن الوصاية ولّى بلا رجعة، فقد حان الوقت كي تدركوه.
من أجل كلّ هذا ، و أمام تعطّل فرص الحوار، أعلن دخولي في هذا الإضراب ، تضامنا مع رمزي بالطّيبي و حسام حجلاوي ، رفقة لينا بن مهنّي و أمين مطيراوي.
عاش التّونسيّ سيّد نفسه و مصيره.
Bon courage
RépondreSupprimer