mardi 1 juin 2010

يوميات المكناسي -2- (archiv fb 28/02/2010)

لهنا، اللغز الكبير إلي عقدني هو الحلقوم . ديما موجود في الحوانت. قد ما شديت العسة لا عمري نهار ريت واحد م اللي عندهم حانوت يشري في الحلقوم ولا يهبط فيه . والحانوت ديما فيه بزايد حلقوم ، والعباد ديما تشري . نهار تشجعت وسألت واحد فيهم : "منين ها الحلقوم الكل ؟؟".. قالي : "ما ندريش ، هاوينو غادي ، وهاني نبيع فيه و أكهو .." ...
لهنا كل شي مختلف، عالم أخر ، مفاهيم أخرى . الصلاة مثلا . الناس الكل تصلي ... وقت إلي تواتي ! ووقت إلي ما فماش بيرة . وغير البيرة والشراب لحمر ما يعتبرو شي حرام . خالي ، مدب ، وشد إمام قبل ، مرة يحكي معايا ، قالي : "اخطاك م الشراب ، حرام ، ربي ما يحبوش ، عليك ب التكروري ، حلال محلل ".. كي شافني بهمت ، قالي : "والله ربي ما قال عليه شي .. صحيح الحاكم ما يحبوش ، مانعو و مسيب الشراب. أما ما تنساش ولدي ، لا كانو الحاكم مولى الحبس ، الجنة مولاها ربي ".. البيرة ولشراب لحمر حرام متاعنا احنا ، حرام عائلي
الكبار لهنا يقولو اللي كل شي بوقتو ، إذا كملت نحيت الزيتون وبعتو ، ولا عثرت وبعت ، تنجم تنده تشرب مرتاح ، سلكت ... سينون ، ماذابيك تصلي لوين تسلك . ولهنا ، في شيرة "العمايمية" (آل عمامي ) في المكناسي ، البيرة مكون روحي أساسي للهوية . ما فماش عمامي ما شربش . وجماعة البيرة ما عندهم حتى مشكلة .هو الحق ، الوديان لهنا ما تجي كان متع شراب وشيخة . لهنا كلمة "سوكارجي" ما فيها حتى حكم أخلاقي. هي وصف كيف غيرها م الأوصاف ، كيما تقول أسمر ولا طويل ولا بوهالي . الحاجة الوحيدة اللي ، من عمر معين ، ماذابيك تولي تشرب بالسرقة. لا محالة الناس الكل تبدا فيبالها، أما كي تجي تشرب ، قول إلي هو بالسرقة ، على خاطر عيب ، شايب ، بأولاد أولادك وتشرب .
لهنا برشة حاجات تضيع ، تذوب ، المناصب الاجتماعية ما تعني شي . نفس العيلة تلقى فيها طبيب وبطال وفلاح ورئيس جامعة في الخارج . وأولاد المكناسي ، مهما كبرو وطلع دولارهم ، أول ما يروحو للمكناسي لازم يعملو كيف غيرهم : يسقو الزيتون ويسرحو بالغنم . واحد حضرتلو ، مازال كي روح من كندا ، بعد ما نصبوه نائب رئيس جامعة في مونريال ، أول ما هبط م الكرهبة متاعو، وسلم على اهلو ، خرج ديراكت يسرح ، بالكسوة والهيلمان لكل، كيفو كيف غيرو.وعادي ، هذاك اللازم، هذاك حق المكناسي .
والناس لهنا معاييرها للإحترام ، ما تتبدلش بكرني شيكات. اللي يبدا حاجتو بكلب ، يمشيلو ويقول : "يا كلب ، هات "... ما يحشموش من بعضهم الحشمة الزايدة . كي يتعاركو على زرع ولا أرض ولا بير ، يحكيو مع بعضهم بالواضح : "إنت فكيت هذي ، وغرت على هاذي" "نا حاجتي بيها أكثر منك ، إنت ما عندك ما تا تعمل بيها" ، وديما أحباب ديما أصحاب ، يستحيل تلقى زوز م الناس قاطعين بعضهم على خاطر رزق ولا فلوس . بش زوز يوصلو يقطعو بعضهم ، لازم تكون حكاية فيها كرامة.
مفهوم الكرامة في المكناسي ، يمكن أصعب حاجة تنجم تعرضك في حياتك ... ما تنجمش تحصرو ولا تفهمو .. على خاطر نفس العبد ينجم يقبل كف ويتسخسخ ويعديها ، حتى قدام العباد ، وبينو بين روحو ... نفس الشخص ينجم يقاطع نفس العبد لوين يموت كان لزم على غزرة ولا تفدليكة .. كيما ساعات ، عركات كبار ، متع سنين ورا سنين ، تتحل بالصدفة ، وسلام ع الطاير.
نسا المكناسي كيف كيف ، حالة خاصة . ما تنجمش تحكي ع المساواة ولا غيرو في المكناسي ، على خاطر تلقى روحك "أور سوجي". النسا لهنا ، ماهمش أشخاص ، هوما شخصيات . كل مرا تلقاها عندها وزن كبير، كل مرا عندها إسم وشهرة وموجودة في كل شي : الفلاحة العروسات العرك التجارة .في محافل المكناسي وعيشة كل نهار. فاطمة الالمانية ، الحادة، مباركة بنت الحاج الصادق، فاطمة بنت الزاكي .. كل وحدة بحكاياتها وبطلعاتها وبمواقفها ... شهيبة، الله يرحمها ، عذراء الريف ، وسطهم الكل، على شيرة ... شهيبة توفت مالهاش ياسر ، وعمرها 86 سنة ، حبت على واحد ، و مات قبل ما يعرسو، حلفت لا تعرس بغيرو .. للي توفت ، والتلايلية (فرع م العمايمية) يشاوروها في كل شي، كونها ما عرستش ، ما سببلها حتى قلق، وحد ما ناقشها في قرارها ولا عايرها نهار. كان مجرد تفصيل ما عندو حتى أهمية ... في المكناسي، ما فماش لغة "يحكي مع الراجل" كيف تبدا حكاية تعني مرا ... ديراكت لحديث مع المرا يصير، في أمور رزق ولا فلاحة ... مش عيلة مش زوز، فيها نسا واقفين حديد ، يتحسبلهم 20 ألف حساب ... كل واحد مسؤليتو مستقلة على غيرو. كيف الناس لهنا تبدا تخطط ولا تحكي ولا تفعل، عمرهم ما يحطو هذيكة مرا وهذاك راجل. حتى كي ينسبو، يقولو "ولد فلانة " و "ولد فلان " كيف كيف ، ماهيش سبة .

لهنا ، الناس الكل تكره الحاكم . الناس الكل تسب فيه. حتى م العمدة [بوبكر الأول و بوبكر الثاني] وجموع الشعبة. واحد معروف غادي ، تابع الحزب ، كان ديما ما يفلت حتى فرصة بش يهنتل المعتمد والوالي وأي مسؤول يطيح بيه. السيد هذا ما فماش مؤتمر متع الحزب ما شاركش فيه ، وقدم لايحة إنتخابية فيها هو برك . تشيخلو كي يبدا في المؤتمر يسب وينعل ، يمشي لعباد واصلة بالذمة ، يجبد واحد : "إنت فلان ؟؟" "أيه تفضل " "ما أسقطك ، والله لا تجي راجل ، كذاب ، تخدم لروحك ... وين ... وين ..." وينده ، ينحيلو جد امو الكلبة . السيد هذا ، إخترع كلمة سبيسيال لجموع الحاكم (إلي كان لأخر لحظة في عمرو معاهم )، إلي هي "تفسخة" ... ال"ت" ، هي صيغة المستقبل في لهجة المكناسي ، والكلمة معناها :" مشروع عبد بش يولي فسخة " ، فسخة لمشتقة من "فسخ".
لهنا في المكناسي برشة حاجات تنتفي ، يولي ما عندها حتى معنى ، كيف التفاؤل والتشاؤم . ديجا ولد المدينة عديم الخبرة ديراكت يولي يخمم إلي في ها البلاصة ما فماش مستقبل . وكي يجي يتبع لوجيك العباد إلي لهنا ، يخج ، ويبهم إلي حد ما يجبد ع المستقبل إلي ما فماش . وقد ما يقعد يخمم ما يفهمش . وببهامة يقول إلي الناس ما عندهاش وعي . بينما كان تجبد ع الموضوع لأي واحد ، توة يستغرب أصلاً من فكرة المستقبل فما ولا ما فماش . وهذي روعة المكناسي . إلي هذا يقلك : " حتى نخلط ع الحاضر قبل، نشوفو فما ولا ما فماش " كانك ع الماضي ، لقاولو حل جذري . سمو عايلات بأسامي تشبه الدول الإسلامية . عندك مثلاً العبابسة ، ع الدولة العباسية ، والحساينية ، ع الدولة الحسينية ، والعثامنة ، ع الدولة العثمانية ، والحوامدية ، ع الدولة المحمدية. والباقين إبتكرو لرواحهم دول . على خاطر الماضي ، في المكناسي ، ما يعني شي . لعبة يعديو بيها الوقت كيف يرقد العايش. وم الحاجات إلي نموت عليها لهنا ، إلي عمرك ما تسمع الحنينيات متع وذني : "قبل يا حسرة ، كنا ... قبل كانو ... يا حسرة يا زمان ..." هذي جمل إستحالة تسمعها لهنا على خاطر المكناسي كيما قبل كيما توة ، الدنيا دايرة بالغالط ، ومازلنا نفركسو كيفاش نصلحوها

4 commentaires:

  1. Très joli! une description imagée! A un moment je me suis vu à El-Meknassi! Bravo :)

    RépondreSupprimer
  2. Super bien, j'aime la façon d’écrire et de décrire. bravo 3lik azyz

    RépondreSupprimer
  3. " وينده ، ينحيلو جد امو الكلبة..."

    RépondreSupprimer
  4. excel !! je retrouve les traits malgré le passage éclair là bas :)

    RépondreSupprimer