الصحافيين. يا صحيبي على ها القوم. و الله لاهم عباد كيفنا ، ناس كيف الضبوعة ، تنقز ع اللي يجي ، "تشك تشك تشك تشك". مانيش نعمم ، أما نحكي كان ع الشي اللي ريتو في المحاكمة . وقت اللي الحاجب دخل الفاليجة و بدا يعرض فيها ع المزاد الإعلامي ، زعمة لا قامت حرب ... جموع الصفة الثانية ماهمش حابين يقعدو ، و زملاءهم في الصفة الاولى تقول بش يفوتهم الحج ، يزبدو و يكشكشو و يصيحو و شي ... جموع الصفة الاولى ولا على بالهم ، والمرا الغريبة الأطوار تشعّل في الكاميرامانات "والله كان جيت في بلاصتكم ، راني قمتلهم فهمتهم قدرهم ، نقعدهم بالسيف ، أما ما ننجمش نحكي في بلاصتكم ، مانيش صحافية" ، دوب ما سمعتها مخي عكش ، المرا م الي دخلت و هي شانعة مع الصحافيين و فكت بادج "صحافة" مع لخرين ، و تحكي ب"لازم و لازم" و هي لا ناقة لها و لا كانيش. و الحاجب متصدر يتبسم للتصاور، و يجاوب فيه، عمال على بطال.
في القاعة ، الي ولات تغص بالعباد و عدها بش تطلع الروح ، تزاد مهرجان آخر جديد ، ولاو برشة يدخلو ، يدزو يمين و يسار ، يجيو في بقعة مرئية بالقدا ، و كيما تحول البوكيمون ، يجبدو روبة كحلة و يلبسوها ، و يبداو يفبريو يمين و يسار ، كل واحد يفركس على بقعة تحت الضو. ، و فيهم اللي يمشي يبوزي شوية بحذا الكتيبة متع المحامين متع الإدعاء، لوين يمشي في بالك اللي هو معاهم، أما بعد شوية، يجبد روحو (ولا تجبد روحها، تساوات الأجناس في التفليم) ، و في وسط الزحمة يمشي لأخر القاعة، مبعد الوسط .. و تتبع تدوخ من كثرة الروب الكحلة اللي تتلبس و تتنحى، تقول ناس قاعدة تفركس بالسيف في دور في ها المحاكمة التاريخية. هذا الكل و القاعة كيف نار جهنم "تقول هل من مزيد" ، لوين تمنيت نبدا طالع في ال 74 في غرغور القايلة في طمبك جويلية من محطة باب عليوة ، بالقليلة نبدا مفرهد أكثر م اللي في القاعة. تواصل مهرجان ال"تشك تشك" و انا واقف (كان تتفكرو المرا الغريبة الأطوار فكت بلاصتي) ، و طارق دوب ما قام بش يثبت في الفاليجة ، تلفت لقا بلاصتو واقفة فوق منها صحفية شابة قاعدة تصور بالكاميرا، و ثلاثة (أخرين) عملوا اجتماع عام مكتب تنفيذي لاتحاد الطلبة في وسط القاعة ، و برشة أخرين بداو يسخنو بش يحضرو رواحهم، و الشبابك مسكرة، و روايح البارفان عمال تذوب في الهوا و تتخلط بروايح البشوال ، و محمد علي مسكين محصور بين كرشي و ساق طارق و لوح الكراسي اللي قدامنا. و في وسط هاالمشهد الغرائبي ، وراني طارق الشخص اللي قاعد بحذاه . السيد هذا، برجولية ، بعد جلال بريك في الفيديو العالمية متاعو، أقوى شخص متاح في الأسواق التونسية. مستورد ترمة من القطب الشمالي. في وسط الحس و العياط و هرج المحامين و الصحافيين و التفركيح، راقد. هكذا و بكل بساطة، في تحدي صارخ لكافة قوانين الفيزياء و الكيمياء، الوضعية منها و الإلاهية. راقد، ما على بالوش بالطقس جملة، غارق يضرب فيه خميري، حاط يدو على خدو و سارح في دنيا الأحلام. قعدت نغزرلو ، و مخي رافض رفض قاطع أنو يتقبل إمكانية وجود السيد هذا في الحالة هذيكة. ما فقت من حالة الإزبهلال إلا وق اللي دخل القاضي. ع الاول ركح اللعب شوية، أما في أقل من دقيقتين رجعت الحركة بالشوية بالشوية، و بدات من عند المرا الغريبة الأطوار اللي قالت للصحفيين اللي التالي "تي وه ، أش بش تشوفو من غادي؟؟؟ أطلعو لهنا تو تنجمو تصورو" .. و من حينو، تفضل السيد كاميرامان و نقز فوق لوح الصفة لولانية ، و في لحظة عبورو خط بارليف ، خذيت عليه الكاميرا. و يا ريتني ما عملت هاك العملة. مش كاميرا اللي شديتها ، فريجيدار ، توزن ترناطة. ثبتت فيها نلقاها بالكاسات في هاش أس . شديت قطعة م التاريخ في يدي يا بوقلب. نورمال، السيد يخدم في تونس سبعة. رجعتلو الكاميرا ، و معاها شطر مجهودي العضلي، و رجعت نتبع في سير أطوار المحاكمة ، و القاضي يطلب في الصمت و الهدوء. بدا القاضي يتمتم ولا يحكي ولا ندراشنية. المهم بدا يخرج في صوت من فمو، و عمت القاعة موجة متع "هشششت هششششت" و اللي هذا يهشهش ع اللي بحذاه (نعرف، أنا زادة دوب ما كتبتها تفكرت هاك الإشهار المذرح .. أما بالحرام لا فسختها) ، و اللي تهشهشلو يقردحلك درج و يدور يهشهش للي بحذاه. دوب ما وفات حركة التهشهيش الجماهيرية العظمى ، سكتو لعباد شوية، و واصل القاضي افتتاح الجلسة ، و بدا يقرى في التقرير بصوت هادي و مونوتون ، يرقد الكلب على خريتو. هاو يقرى، هاو يقرى، هاو يقرى ، و العباد رجعت بالشوية بالشوية لسالف نشاطها. تلفتت نلقا السيانسة بدات تسخن، و غيرها زادة. خوك في اللحظة هاذيكة، وصلت لحالة الانفجار، مع بداية مهرجان التصريحات من تالي مرة أخرى، و قررت بش نخرج. ماهيش محاكمة اللي قاعد نحضرلها، هاذا سوق ليبيا. جيت نجبد في النفس، ما لقيتوش، و رصاتلي ندز و نتعدى و عدي بش نصيح "قدم الوسط فارغ". خلطت للباب متع القاعة، و تعديت خرجت البة بالكل. خذيت وحدة فانطا باردة (حتى هوما زوز كيلو زطلة كانو بحذايا) ، قرقعتها ، و وقفت قدام المحكمة.
قدام المحكمة كان فما احتفال آخر ، مجموعة ملمومة و يحتجو على بن علي، و هازين بلايك "كان ما عندك ما عملت علاش هارب" ، و شعارات، منها اللي تطالب بتنحية و محاسبة وزير العدل الحالي (ولا هو وزير النقل؟؟؟) و منها اللي تعاير في المخلوع بانخلاعو. واحد متعدي من غادي، دار لصاحبو و قالو "محسوب، حسهم بن علي، راهو متخلع توة في السعودية" ... و سرح مخي شوية، نتخيل في بن علي بمايو و ليلى ببيكيني حلال ، يعومو في رمل الصحرا، و شايخين بالشمس و النموس الوهابي (النموس الوهابي، نموس سبيسيال ، قبل ما يمص الدم، يوجهك للقبلة و يسمل باسم الله) ... المحتجين كانو مخلطين رجال و نسا كبار شوية ، يجي خمسين واحد مع بعضهم. كملت الفانطا، و للأسف، في بلاصة ما نهز روحي و نروح، قلت خلي نزيد نعمل طلة لداخل.
عاودت دخلت ، نلقى القاعة غاصة بالعباد أكثر م اللي خليتها، وليت رجعت للبهو متع المحكمة. برشة كاميرامانات خرجو م القاعة، و بدا كارنافال آخر في المحكمة. ماعادش سيانسة واحدة، ولاو تشكيلة متع سيانسات و سيانسين ، كل واحد يجري ورا صحفي ولا يجري وراه صحفي، و يبدا "الدكتاتور الطاغية القامع القمعي النمر المقنع" و هات من هاك اللاوي و العروق منفوخة بش تتطرشق. وبداو زادة الجماعة اللي خليتهم البرة يدخلو ، باحثين عن مكان مع الكاميرات و الصحفيين. فديت م المشهد، وليت شمرت على ذراعي، سملت باسم الله و دخلت لقاعة المحكمة مرة أخرى ، نلقاها أريض م اللي خليتها، و أبرد، على خاطر فما واحد عبقري، يرحم والديه دنيا و اخرة، جاتو الفكرة و حل الشبابك ياخي دار الهوا. مازالت القاعة معبية بالعباد، و لقيت القاضي مازال يقرى في التقرير إياه، بنفس الوتيرة، تقول نشرة جوية متواصلة سوايع ورا سوايع. واقف نسمع، ما حسيتش كيفاش بدا يلعب علي النوم و انا نسمع في حكاية السيد متع اللجنة اللي حسب الفلوس أما ما يتفكرش قداش طلعو و يأكد أنو المبلغ اللي حسبوه جناعة البنك المركزي صحيح أما الله غالب ضغط و قلة نوم و مصروف الصغار و مرتي 20 ألف مرة نقلها ما ناكلش الحار نتقلق و هي ديما الفلفل ما يغيب على طعام. كيف بداو جفوني يتسكرو، فقت على روحي، و على فيقتي، انطلق أحد أبطال الصياح ندرا فاش يقول من تالي و ... مش بش نعاودلكم مرة أخرى، تنجمو تتفكرو واحد من أبطال الصياح اللي حكيت عليهم قبل، و قص و لصق. زدت خرجت، و كي جيت خارج عرضني بوليس وجهو موش غريب علي. قعدت نغزرلو مبعد قتلو "سامحني ، ندرا وين نعرفك" ، قالي "تعديت من هنا انت قبل" قتلو "أيه" قالي "وقتاش" قتلو "نهار 10 جانفي" قعد يتفكر وليت قتلو "الانترنات" تبسم و قالي "اااااه انت و عمامو متع النترنات، أنا اللي عسيت عليكم في غرفة الإيقاف .. أما انت سمنت" قتلو "يعيشك كيما نراو عندك، ماهو من نسمة الحرية" قالي "وليت تخدم في نسمة؟؟" قتلو "لا لا، شي. اش عامل انت لاباس؟؟" قالي "هاك تشوف. و انت، مازلت تلعب بالانترنات" قتلو "أيه" قالي "بالله كي تشوف سليم عمامو قلو ما حقوش قص شعرو" ... أيه نعرف، حوار حقير و تافه ع الأخر، أما ما حبيتش نكون الوحيد اللي تعرضلو. ديجا، الواحد في حياتو يعمل برشة محادثات م النوع هذا. تي يجي 70" م الحديث هكا و أعظم، الشي اللي يخلي الواحد يطرح أسئلة وجودية من قبيل : "أنا شكون؟؟ شبيني نحكي هكة؟؟ شبيه الواحد حياتو تضيع في حكايات هكة؟؟ ما أهمية الوجود؟؟ زعمة شنوة الفطور اليوم؟؟ عندكشي شعول؟؟" .. الحاصل، رجعت للبهو متع المحكمة بش نعمل سيقارو ، نتلفت نلقى الأستاذ الفذ عبد الرحمان مورو مازال كي دخل لبهو المحكمة، بحذاه كعبة "ميني مي" شادلو جنبو. كانت بيزار كي ريتو من غير التقريطة اللي ديمة يعملها ، أما تأكدت اللي هو مورو كيف ال"ميني مي" مشى طول للصحافيين متع الجزيرة و رمالهم "الأستاذ عبد الفتاح مورو مؤسس النهضة بش يعمل تصريحات" ، و فيسع تحضبت على سي عبد الفتاح، و من غير لا يدخل قاعة المحاكمة لا والو ، وبدا عمك عبد الفتاح، فمتلا، على طول يدو، يلوح في هاك التصريحات الشبابة، و بدات رقصة سمفونية البجع، و عمك مورو ينقز كي الفراشة من كاميرامان لكاميرامان ، يشق في البهو يمين و يسار ، كل وين يقربو عبد بش يحكي معاه، يعطيه عينو اليمين و يفركس ع الصحافة بعينو اليسار، حسب لوجيك الصياد الأفريقي : قانص، أحصر، ثم نطة خفيفة تجي بين أحضان الكاميرا. حاولت نصورو وقتها، أما على ما يفركح، التصاور طلعو تقولش علي ماخوهم من وسط كرهبة تجري في الميتين و يدي يرعشو. أوضح زوز هوما هاذوما :
الحاصيلو ، جيت نلوج بعينيا ع المتظاهرين اللي دخلو، ما لقيت منهم حد. زدت عملت طلة ع القاعة، لقيتها مازالت فرد حال، القاضي مواصل يقرا في المحفوظات ، و عرك الدجاج قايم من تالي. أكثر من هكة، أعصابي ماعادش مستحملة، وليت هزيت روحي و قلت نروح نرتاح خيرلي. كي خرجت، حتى طرف الأعصاب بوخمسة اللي في بالي بش نستحفظ عليهم، طاحو في الما. البرة، لقيت الشلة المحتجة عاودت تلمت، أما كيف ما لقاتش الوهج الإعلامي المطلوب، مشاو قدام المحكمة، بحذا الباب البراني ع اليسار (و الباب محلول) ، لاصقين في السياج الحديدي، و مخرجين ايديهم من بين القضبان هازين الأوراق و يصيحو و يعيطو، و مقابلينهم كاميرامانات يصورو، في إخراج هندي، بش الكادر يوريهم تقول عليهم محصورين البرة و باب المحكمة مسكر.
المنظر فكرني ديراكت في خرجات بن علي، و لعباد اللي يلموها بش تصفق في الشارع، و يبداو يقدمو مع تقديم بن علي بش يقعدو باينين برشة. فكرتني بالحشوات متع الحملات الإنتخابية المليونية، اللي ضحكو علينا خنافس تونس و خلاو القطاطس ينظمو عمليات حرقة.
الحاصل : فضايح ... كي تشوف المشهد برمتو، تحسو مسرحي ة فودفيل معفطة (هاك اللي يبدا فيها الراجل روح بكري ، دخل لبيت النوم، يلقا مرتو في قونيلية ، يحل الخزانة بش يجبد كرافات يلقى راجل ، يسئل مرتو "شكون هذا" تقلو جابوه مع الخزانة) ... مهزلة ضحكت علينا الذبان و النموس. برغم قحب بن علي و خمجو و جرايمو ، إلا أنو هذا لازم يكون تمرين لعدالة جديدة. و الشي اللي ريتو، متع محاكمة في أيام بن علي، كيما اللي يحبهم بن علي.